ما قل ودل

الإصابة بكورونا و اختلاف درجاتها

شارك المقال

علماء الوراثة في العالم لاحظوا منذ بداية جائحة كورونا وجود اختلاف وتباين واضح في أعراض الإصابة بفيروس كورونا بين الأشخاص. تمكن فريق بحثي دولي يضم باحثين عربا في علم الوراثة من إنجاز دراسة عالمية، تكشف عن دور العوامل الجينية في الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، واختلاف درجات المخاطر والأعراض من شخص إلى آخر. وكشف ملخص الدراسة التي نشرتها منذ أيام “مجلة نيتشر” العلمية، عن 13 موقعًا في الجينوم البشري، يرتبط ارتباطا وثيقا بالعدوى أو بشدة الإصابة بفيروس “كوفيد-19″، كما حدّد الباحثون العوامل المسببة الأخرى، ومنها التدخين، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم. ويقود فريق البحث العربي والأفريقي الوحيد في هذا التحالف العلمي الدولي الدكتور والباحث التونسي في علم الوراثة حمدي مبارك الذي يشغل بالتوازي منصب مدير الشراكات البحثية في برنامج “قطر جينوم”. وفي تصريح خاص للجزيرة نت عبّر الدكتور مبارك عن سعادته وفخره بقيادة فريق بحثي عربي أسهم في هذه الدراسة غير المسبوقة لاكتشاف “المتغيرات الجينية المرتبطة بقابلية العدوى بفيروس كورونا وشدة المرض”.

سؤال معقد

ولفت إلى أن الفريق البحثي المكون من 46 عالما من 14 دولة حاول الإجابة عن سؤال “ملح ومعقد”: ما العوامل الوراثية المؤثرة التي تُنتج اختلافات كبيرة في شدة الإصابة بفيروس كورونا؟ ولماذا يتأثر بعض المرضى بشدّة في حين يعاني آخرون أعراضا خفيفة أو دونها؟ ولفت إلى أن علماء الوراثة في العالم لاحظوا منذ بداية جائحة كورونا وجود اختلاف وتباين واضح في أعراض الإصابة بفيروس كورونا بين الأشخاص. وشدد على أن عوامل هذا التباين لا تتعلق فقط بالعمر أو الحالة الصحية بل أيضا بالمخزون الوراثي للإنسان “الجينوم” وأشار الباحث التونسي إلى أن الدراسة التي قادها تحالف دولي يضم أكثر من  3 آلاف باحث،  ضمن مبادرة ” الجينوم المضيف لـ”كوفيد -19″ اعتمدت على تحليل ومقارنة التسلسل الجيني لنحو 50 ألف مريض بفيروس كورونا ومليوني شخص من غير المصابين بهدف المقارنة وأوضح أن نتائج التحليل الجيني أظهرت وجود 13 موقعا جينيا لدى الإنسان له علاقة وطيدة إما بالعدوى بفيروس كورونا أو بشدة الإصابة به التي تبلغ أحيانا الوفاة. وتابع “من بين هذه الجينات وجدنا جين “إف أو إكس بي 4” المرتبط بسرطان الرئة، حيث يزيد متغير “إف أو إكس بي 4 “المرتبط بـشدة الإصابة بكوفيد-19 التعبير الجيني، وذلك يشير إلى أن تثبيت الجين يمكن أن يكون إستراتيجية علاجية محتملة”. وأضاف “تشمل المواضع الأخرى المرتبطة بشدة الإصابة الجين ‘دي بي بي 9″ ، وهو جين ذو صلة بسرطان الرئة والتليف الرئوي، وكذلك جين (تي واي كيه 2 المسؤول عن بعض أمراض المناعة الذاتية”. وشدد الباحث التونسي على أن هذه الدراسة الجينية الأولى من نوعها عن “كوفيد-19” ستعمل لاحقا على الكشف عن المواقع الإضافية المرتبطة بالعدوى بفيروس كورونا وشدّة الإصابة بها من خلال دراسة التسلسل الجيني للمصابين، فضلا عن طول أمد أعراض الإصابة بالفيروس عند بعض الأشخاص.

آفاق العلاج

وعن اختلاف درجات المرض بفيروس كورونا وشدة مخاطره بين شعوب العالم العربي وشعوب أخرى، رأى مبارك أن مشاركة فريق “قطر جنيوم” بصفته الفريق العربي الوحيد في هذا التحالف الدولي تحاول الإجابة عن هذا السؤال. وتابع “أغلب التحالفات العلمية الدولية حول الجينوم البشري ممثلة غالبا من شعوب أوروبا أو أميركا، في حين يغيب تمثيل الشعوب العربية فيها، ومن هذا المنطلق كان لقطر جينوم الريادة في إشراك العرب في هذه التحالفات العلمية”. وأكد مبارك أن نتائج الدراسة العلمية الدولية لـ”كوفيد-19″ التي شارك فيها برنامج “قطر جينوم” أظهرت وجود جينين مختلفين من بين 19 جينوما، تحمل “ترددات” أكثر في شعوب الشرق الأوسط وشعوب آسيا، وهو ما سيسهم في فتح الباب لآفاق العلاج وتنوعه قبل حتى قبل العبور إلى اللقاحات. وشدد على أن أي علاج دولي  مستقبلي لفيروس كورونا يمكن تطبيقه على المرضى في العالم العربي، باعتبار وجود بيانات عن التسلسل الجيني وجينوم العرب. وعبّر محدثنا عن أمله أن تساعد هذه النتائج على إيجاد علاجات جديدة للفيروس بالتوازي مع اللقاحات، وإظهار أهمية دور الدراسات الجينية في فهم الأمراض المعدية. يشار إلى أن برنامج قطر جينوم يشارك بصفته العضو الأول والوحيد من العالم العربي في هذا التحالف العلمي الدولي في علم الوراثة الذي أطلق عليه اسم “مبادرة الجينوم المضيف لـ(كوفيد-19”.

منقول

المصدر: الجزيرة نت

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram