تستهوي رياضة كمال الأجسام في وقتنا الراهن الشباب الجزائري و في بعض الأحيان الشيّاب ، وكانت الجزائر معيار لهذه الرياضة في زمن التسعينات بفضل البطلين الجزائريين نوري سهيل و محمد بن عزيزة اللذان اقتحما عالم النجومية في مسابقات عالمية على غرار سيد الكون و سيد أولمبيا.
و رغم أن نوري سهيل خرج من المنافسات بعد تذبذب في المستوى إلا أن نهاية إبن مدينة وهران محمد بن عزيزة كانت كارثية حيث قضى خلال منافسة عالمية في فيلندا و ظلت وفاته لغزا حيّر الجميع غير أن الإشاعات حينها سرّبت بأن سبب وفاته كان نظرا لتناوله المنشطات بكميات متفاوتة الخطورة .
وقفتنا هنا بقدر ما هي ترحّمية بالدرجة الأولى على البطل الذي رفع راية الجزائر في رياضة كانت جديدة على الجزائريين، نسعى من خلالها أيضا لندخل العالم الممنوع في ممارسة كمال الأجسام حيث أصبحت هذه الرياضة بلا حسيب و لا رقيب فكل الطرق أصبحت مسموحة من أجل جسد هرقلي، فالممارسون لهذه الرياضة يتناولون عن جهل هرمونات التيستوستيرون بكميات مكثفة و كذلك الأونفيتامين و أل كارنيتين و السيترويدات الممنوعة, و هو ما ينجر عنه مرض القصور الكلوي و التليف الكبدي.
و نشير هنا بأن التدخل الردعي يجب مباشرته في أقرب الآجال، فكم من مستعرض للعضلات بات يحجز سريرا في مشفى أو يجر أذيال الندم فوق كرسي متحرك لذا يجب إعادة الاعتبار لهذه الرياضة فالهدف خلق أبطال لا مرضى بالسرطان.
و الأمر هنا يستدعي دق جرس الطب الرياضي الذي بقي منظّروه يتشدقون به خلال الأيام الدراسية فقط فيا ليت توصياتهم تخرج للعلن و لو كومضات إشهارية أو حملات تحسيسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .