بعيدا عن كرة القدم و صخب الملاعب سنتحدث هذه المرة حول الموروث الرياضي للجزائريين الذي يعرفه العام و الخاص لكن لا صخب إعلامي ينجّر من ورائه و يتعلق الأمر برياضة العصى أو المطرق كما يحلو للجميع بمناداتها خصوصا في الجهة الغربية,هذه الرياضة التي صنّفت رغما عنها في خانة الرياضات التقليدية كان ينبغي أن تلقى العناية كي تدخل موسوعة الرياضات القتالية تماما كما فعل الصينيون مع رياضة الكونفو ووشو التي وصلت للعالمية بفضل السينما الأمريكية و كذا رياضة الجودو التي عانقت روح الأولمبيا.
فالخطأ بالدرجة الأولى لا يتحمله المسؤولون عن الرياضة في الجزائر فقط بل مسؤولية الإهمال يتقاسمها معهم أيضا أصحاب هذا الميدان,حيث كانت هذه الرياضة معروفة في وقت مضى , فحسب المخطوطات القديمة كانت هذه الرياضة قبل الاحتلال الفرنسي أو بالأحرى أيام العّز و الأسطول الجزائري الذي كان يفرض الإتاوة على الأمريكيين تستخدم كرياضة قتالية لتدريب الفرسان إلى جانب رياضة العباز التي في حركاتها تشبه نوعا ما المصارعة.
إذا فما بال ورثة هذه الرياضة لا يظهرونها للعيان و لماذا لم نسمع بشيوخها, كما نسمع ببروسلي في الجات كاندو و جات لي في الكونغ فو لأنه ببساطة هناك من ينفر من موروثه و يتفاخر بموروث غيره.
للتذكير أن الصينيين كافحوا حتى فرضوا رياضاتهم القتالية حتى تحت نير الاستعمار الياباني و الانجليزي في هون كونغ أيضا و بكل الطرق المشروعة وحتى باستخدام السينما, التي جعلتنا نعرف ما هو “النون شاكو” و حتى حركات “التاي تشي” التي يبدع بعض رياضيينا في تقليدها, فيا أصحاب الحّل و الربط رأفة بكل ما هو جزائري و هيّا بنا نصّدر رياضاتنا خارج حدودنا و لنشمّر من أجل ذلك على السواعد و لا نتبع المقولة الشهيرة التي تعني الانسحاب من مبارزة المطرق ” اللي بعيد على الزّازّة يتسمى بعقله”.