يواجه سكان قرية سيدي غالم التابعة لبلدية طفراوي جنوب ولاية وهران غرب الجزائر ظروفا قاسية أنهكت قوى العائلات التي لم تعد قادرة على مسايرة الوضع جراء غياب أدنى متطلبات الحياة ،حيث عانت القرية الأمّرين خلال الحقبة الاستعمارية و أثناء العشرية السوداء.
تتموقع هذه القرية بأعالي الجبال لتصبح بمعزل عن بلدية طفراوي البعيدة ب12 كيلومتر حيث أضحى السكان في عزلة تامة خاصة وأن أغلب العائلات هجرت القرية هروبا من ولايات الإرهاب التي عرفتها المنطقة خلال التسعينيات ،و إتجه أغلبهم الى المناطق المجاورة كبلدية طفراوي وقرى حمو علي ، القرايدية ، الكحايلية و تمزوغة التابعة لولاية عين تموشنت.
و يشكو سكان القرية من غياب المياه بالحنفيات فهم يستعينون بالطرق البدائية بمنبع “راس العين ” لاقتناء مياه الشرب التي تبعد عن القرية ب10 كيلومترات ، فحتى الطرقات تبقى بحاجة الى تعبيد فضلا عن غياب مصحات للإستشفاء ما جعلهم يقطعون مسافات طويلة للوصول الى المستوصف الوحيد ببلدية طفراوي.
للتذكير أن منطقة سيدي غالم تعتبر إحدى أهم الشواهد التاريخية لثورة التحرير الجزائرية لما شهدته من معارك مع الاستعمار حيث ضحت بالآلاف من أبنائها الشهداء إبان الحقبتين الاستعمارية والعشرية السوداء و رغم ذلك تعاني القرية نقصا فادحا في المرافق الضرورية التي تتطلبها الحياة اليومية للمواطنين من غياب وسائل الإتصال والنقل، لتبقى الأوضاع منذ الإستقلال على حالها تنتظر تجسيد وعود المنتخبين المحليين المترشحين الذين يقصدون القرية خلال كل حملة إنتخابية دون رجعة .
للإشارة أن القرية تحمل إسم الولّي الصالح سيدي غالم الذي عاصر حقبة التواجد العثماني بالجزائر و تجرى وعدة هذا الولّي الصالح كل موسم حيث تعرف توافد العديد من الزوار من مدينة وهران و ما جوارها و حتى من سائر باقي مناطق الوطن.