يؤكد المكتب الولائي لحزب التجمع الوطني بوهران من خلال نسبة الشباب المدرجة على قائمة مرشحيه للموعد الانتخابي القادم، على وجود نفس جديد، يسعى لتكريس مقاييس موضوعية أكثر صرامة في عملية انتقاء ممثليه على المستوى المحلي.
ومن بين الأسماء الشابة التي يراهن عليها هذا الحزب، المترشح صديق سماي الباحث الشاب في الشؤون الجيواستراتيجية بجامعة وهران 2 , هذا الشاب الذي قرر خوض غمار المنافسة الانتخابية لأول مرة، انطلاقا من تصور يرتبط بتخصصه الجامعي و قناعات وطنية راسخة . حيث يؤكد بأن الحافز الأساس الذي جعله يقدم على هذه المغامرة السياسية، إنما يتمثل في “موقف رافض لثقافة الانهزامية و التعاطي العبثي للشأن السياسي لدى شريحة واسعة من الشباب”.
ليضيف بأن وجوده على قائمة المتنافسين، “إنما هو بالدرجة الأولى، عبارة عن خيار يغّلب المنطق الميداني و التعاطي المباشر مع الواقع السياسي المحلي، بعيدا عن التأويلات النظرية أو الإعلامية مهما ادعت الحياد و الموضوعية، ذلك أن قضايا الوطن و المصير أهم من ترك أطراف بحد ذاتها دون الشباب الذي سيواجه غدا مصيره بمفرده”.
و في هذا السياق يؤكد مرشح أرندي وهران أن الأضرار العديدة التي مست صورة الممارسة السياسية و المنظومة الأخلاقية الوطنية خلال المرحلة السابقة قد كانت بمثابة محفز للإقدام على العمل السياسي ” ليس من باب حب المنافسة و مجاراة الآخرين و التفوق عليهم في مثل هذه المواعيد الانتخابية، و لكن استجابة لقناعة و تصور خاص يؤكد أهمية العمل السياسي في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد، على خلفية تلك الذهنية الانهزامية العبثية، التي تكرست لدى غالبية شباب اليوم، والذي يظل في حاجة ماسة لاعادة تأهيله سياسيا و لمراجعة عديد المغالطات المعرفية التي تضر بخياراته اليومية وعلاقته بالمجموعة الوطنية”.
ليواصل نفس المتحدث بالقول: “إن الطريق الوحيد للتغيير الصحيح، هو ذلك الذي يقود الناخب إلى مكتب الاقتراع، وهذا ما يعتبر الخيار الاستراتيجي في جميع المجتمعات المتحضرة التي تعي جيدا مخاطر التعثر على هذا الطريق”.
من موقعه كباحث في الشؤون الجيواستراتيجية، يواصل نفس المرشح “إن شبابنا الذي تعرض و يتعرض لشتى أنواع القصف المعرفي و الإعلامي، بحكم الانفتاح على مختلف وسائل و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال، بات يتبنى من حيث لا يدري القراءة الخطأ، لواقعنا الراهن ومسبباته الحقيقية المتشابكة مع جملة التناقضات الدولية الراهنة و التي تنظر للشباب كورقة ضغط ووسيلة نفاذ لاستثمار طاقاته و عنفوانه، بما يخدم مصالح أطراف دولية دون أخرى، وهذا ما يجب أن يؤخذ في الحسبان من طرف كل مواطن حر شريف عندما يتعلق الأمر بالواجب الانتخابي في هذا الزمن المعولم. أما عن طموحات مرشح الأرندي لأحد مقاعد المجلس الولائي ، فهي تأتي في إطار ” الإسهام في تفعيل ثقافة سياسية جديدة و توفير البعض من أسباب التحول النوعي الكفيل بإنهاء حالة الانهزامية و ذهنية الإستلام للأمر الواقع، التي أضرت بالصحة النفسية للمواطن و بثقة الشباب في قدراته على إحداث التغيير السلمي الأنجع و التي غالبا ما تمنعه من تفعيل مبادرات بسيطة لتغيير وجه المدينة و الفضاءات التي تصنع يوميات المواطن”.
ذلك أن انعدام مثل هذه المبادرات يظل بحسب نفس المتحدث، نتيجة لانعدام الزخم الشبابي على اختلاف إسهاماته الميدانية بأنواعها و أوزانها و مخرجاتها، وهو تحديدا ما يحرم منظومتنا السياسية الوطنية من جذورها الاجتماعية وكامل طاقاتها الإبداعية الفاعلة لإحداث التغيير البناء.
الأكيد بالنسبة للباحث المترشح أن “التداعيات السلبية للمرحلة السابقة، قد عمقت من أزماتنا و مشاكلنا الاقتصادية والسياسية و لكن الصحيح أيضا أن تلك المرحلة سجلت إنجازات و استجابت لتحديات دولية غاية في الأهمية و يجب تثمينها”، وعليه فان الحلول الكفيلة بتدارك أوضاعنا ” لاهي بالمعجزة و لا بالمكلفة، بل تتصل فقط بالإستجابة الفورية و العقلانية لجميع المشاكل و الأولويات التنظيمية”، و لن يكون ذلك إلا من خلال تصالح المواطن مع الذات و” التعاطي الصحيح مع معنى الفعل الانتخابي الذي يبقى الشرط الأساس لأي إقلاع نحو التغيير المرجو”.