يقول المثل أن عرفان الجميل شيمة الأرواح النبيلة ،و هذه العبارة انتقيناها خصيصا للحديث عن اللاعبين الكبار اللذين لم تطغى عليهم سطوة الشهرة و لم تنسيهم من حيث أتوا ،و ظلوا ملازمين إما لشوارعهم التي تربوا فيها و تعلموا على أرضياتها الترابية أبجديات الكرة التي أوصلتهم إلى ما هم عليه، و لم يكتفوا بالنوستالجيا و الحنين فحسب بل تعّدت علاقة الوفاء إلى رد الجميل.
و هنا عدة أسماء كروية تبرز للوجود خاصة اتجاه فرق الناشئين القادمين منها، و لعل المثال الأول الذي نتخذه كمستند هو السينيغالي ماني الذي إضافة إلى تدوير عجلة التنمية في قريته الفقيرة عبر بناء المستشفيات و المدارس و حفر الآبار، لم ينس ناديه الكروي الأول صاحب الفضل عليه و بات ذات النادي يتطور مع تطور ساديو في الميادين العالمية و أصبح بمثابة مدرسة بإمكانها تصدير العديد من أمثال ماني للقارة العجوز .
و المثل الثاني لرد العرفان يبقى يصنعه المدلل العالمي كريستيانو رونالدو الذي غرف من جحيم الفقر في ماديرا لكن لم ينس صديق طفولته الذي يقول الدون أنه لولاه ما أمضى هو مع لشبونة ،حين كان ناشئا مع ماديرا حيث حرم صديقه نفسه من تسجيل هدف ثاني بعد إمضائه الأول و فضّل التمرير للدون الذي تم اختياره من قبل كشّافة السبورتينغ اللذين فرضوا على اللاعبين إمضاء هدفين مقابل الاختيار، و لم ينس رونالدو معروف صديقه بعد شهرته و اقتسم الثراء معه حسب تصريح زميله السابق.
و في بلادنا لا يختلف اثنان عن أن المايسترو محرز رغم عدم ازدياده بمنطقة بني سنوس مسقط رأس والده إلّا أن رياض يساعد ناشئي الكرة في قريته, و ساهم في بناء مسجد دون نسيان مساعدة المحتاجين و مرضى المرض اللعين و نحن بدورنا نوجه رسالة لكل من يعانق المجد خاصة الكروي أن يلتفت من حيث أتى و يتّذكر سنوات الحلم بحذاء كروي و أرضية معشوشبة و وجبة دسمة بعد مجهود كروي,لأن عمل المعروف يدوم والجميل دائم محفوظ و الفاهم يفهم .