ما قل ودل

لا يستقيم ظل النخبة و عود المنظومة التربوية أعوج

شارك المقال

الرياضة مصنع العقلاء أو هكذا يقول الحكماء،و لعّل أبرز مثال آخر تربّينا في المدارس على مشاهدته مكتوبا على جدران المؤسسات التربوية مذ كنا صغارا في المدرسة و مرورا بالمتوسطة و الثانوية، هو العقل السليم في الجسم السليم لكن على ما يبدو تبقى هذه الأمثلة مجرد عبارات أدبية لا غير في مؤسساتنا التربوية.

حيث باتت مادة التربية البدنية مجرّد حصة ترفيهية فكم من أولياء الأمور والتلاميذ أنفسهم اشتكوا من عدم تلقي الكّم المعرفي في هذه المادة، والتي أصبحت تملأ بعلاماتها كشوف النقاط فحسب و هو ما ينافي المنطق حيث أن التلميذ يجب عليه أن ينهل من مادة التربية البدنية مثلما ينهل من مواد أخرى.

التعليم يجب أن يكون أكاديميا يحمل صبغة النظري و التطبيقي على وجه الخصوص و ليس الدوران على ساحة المدرسة أو الثانوية و بعدها اللعب بالكرة بصفة فوضوية. و إذ نعيب طرق تدريس هذه المادة لبعض الأساتذة فيجب أن ننحني تحية إجلال و إكرام لأساتذة آخرين يدّرسون مادة التربية البدنية على طريقة إملاء الواجبات المدرسية و التفّقه في شؤون الرياضات من ناحية التأريخ و كذا التبّصر في قوانينها، ناهيك عن أخد معرفة عامة على الأصول التطبيقية في الميدان. حتى يصبح التلميذ ملمّا و ربما بعضهم مؤهلاّ لأن يصبح عداءّا محترفا أو لاعب كرة معروف، و أيضا بطلا في السباحة رغم أن هذا النوع من الرياضات المائية ليس في حكم الموجود في بلادنا .

فمن الأجدر ترقية الرياضة البدنية في المؤسسات التربوية، لأن نواة النخبة تتشكل من المدرسة و لا داعي هنا أن نكّرر دوما تجارب الولايات المتحدة و ألمانيا في هذا المجال و هلّم جرا بآخرين لأن الوقت لم يعد يتسع لضرب الأمثال بل باقتباسها و البدء في تطبيقها في المنظومة التربوية.

ونختم هنا مقالنا هذا رغم معرفتنا لإزعاجه للبعض و قبوله للبعض الآخر بصدور رحبة لأن النتيجة المرجوة هي تذكير أنفسنا و إياكم بأن الرياضة أصبحت تضاهي الاقتصاد عند الدول القوية فهل من مستمع.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram