إعداد لكحل محمد
لم تكن الصدفة وراء تحقيق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رقما قياسيا غير مسبوق لأي بطل رياضي بوصوله إلى نصف مليار متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك أسباب كثيرة رفعت شعبيته عالميا لهذه الدرجة الخرافية. ونرصد 17 سببا وراء الشعبية الطاغية لرونالدو، معظمها إنساني بحت، حيث يقوم النجم البرتغالي بالكثير من الأعمال الخيرية، بل يتفرد ببعضها في الوسط الرياضي، مما يجعله بجدارة أحد أكبر القلوب الرحيمة في كل الرياضات، والأسباب كالتالي:
شعبية يونايتد والريال وجوفنتوس
حظي رونالدو بارتداء قمصان 3 فرق من الأكبر عالميا وأوروبيا وأكثرها شعبية، حيث بدأ في مانشستر يونايتد صاحب الشعبية الكبرى في بريطانيا، إضافة إلى رصيده الوفير في قلوب مشجعي كرة القدم على المستوى العالمي. وتضاعفت شعبية الدون في 2009 عندما انتقل بصفقة قياسية آنذاك إلى ريال مدريد، الذي يكاد يكون الأكثر شعبية في العالم، ورغم أن يوفنتوس ليس بدرجة شعبية الملكي، فإن رونالدو عندما انتقل إليه في 2018 كان قد وصل لدرجة أنه هو من يصنع الشعبية للقميص الذي يرتديه، إضافة إلى أن الفريق يحتكر الدوري الإيطالي منذ نحو عقد من الزمان و لا يزال يحقق الشعبية في إنجلترا بعدما احتضنته مانشستر مجددا.
استمراره في التألق 15 عاما
رغم إكماله عامه الـ36 لا يزال رونالدو محتفظا بتألقه، وهز الشباك على مدى أكثر من 15 عاما، بل أصبح مؤخرا الهداف التاريخي في كرة القدم العالمية متفوقا على أساطير سابقة وحالية مثل البرازيلي بيليه والأرجنتيني ليونيل ميسي.
وفيٌّ ولم ينسَ أصله
رغم الشهرة الطاغية وثروته التي تخطت المليار دولار، فإن رونالدو لم ينس أصله عندما كان فقيرا، ولم يخجل من الحديث عن ذهابه وهو طفل عمره 12 عاما لمطعم ماكدونالدز بجوار ملعب نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي لكي يأكل بقايا طعام الزبائن لعدم امتلاكه المال الكافي لشراء الطعام الذي يشتهيه. وفي العام الماضي، أعلن خلال برنامج تلفزيوني بريطاني شهير أنه يبحث عن سيدة كانت تعطف عليه وتشتري له الطعام خلال تلك الفترة البائسة في حياته، لكي يرد لها الجميل. ذلك التواضع من نجم كبير كان أول من تخطت ثروته المليار دولار بين نجو كرة القدم، جعل الناس حتى ممن لا يشجعون كرة القدم يقدرونه، وضاعف من مكانته لدى محبيه كما ضاعف شعبيته المتزايدة أيضا.
مجاملة المغمورين ونجوم آخرين
يحرص رونالدو على بعض اللمسات البسيطة ماديا، لكنها كبيرة معنويا لأنها تضاعف حب الجماهير له وتوسّع شعبيته أكثر، ومنها مجاملته بعض اللاعبين المغمورين أو النجوم البارزين في الدوريات الأقل شعبية، حيث أرسل قميصه للاعب هاو مغمور في إيطاليا سجل هدفا شبيها للركلة الخلفية المزدوجة التي سجل منها هدفه التاريخي بقميص ريال مدريد في مرمى جوفنتوس. ولا يتردد في التفاعل مع أي لاعب يقلده أو يسجل هدفا شبيها بأحد أهدافه حتى لو في دوريات الهواة. وآخر لمساته التي يتفرد بها عن غيره من كبرار النجوم، إرساله بداية العام الجاري قميصه الموقع إلى المهاجم السوري عمر السومة -هداف نادي الأهلي السعودي- الذي قام بدوره بتوجيه الشكر للنجم البرتغالي، مؤكدا أنه مثله الأعلى في مقطع فيديو نشره على حسابه عبر إنستغرام.
صداقته للنجوم العرب والمسلمين
يحتفظ رونالدو بصداقات كثيرة مع نجوم الرياضة العربية والإسلامية، ومن أبرزهم بطل الرياضات القتالية المختلطة حبيب نور محمدوف، وبطل الكيك بوكسنغ المغربي بدر هاري. وكان وكيل اللاعبين المغربي المقيم في إسبانيا أنيس أوزيفي هو السبب الرئيسي في تعدد علاقات رونالدو بالنجوم العرب لصداقتهما الوطيدة منذ كان يقيم الدون في العاصمة الإسبانية مدريد، بل كان سببا في تعدد زيارات النجم البرتغالي للمغرب وبنائه فندقا فاخرا في مراكش.
دفاعه عن مشجعيه
يتميز رونالدو بأنه لا يرد الغالبية العظمى من المشجعين الذين يتخطون الحواجز الأمنية في الملاعب لتحيته عن قرب أو احتضانه، بل يدافع عنهم من بطش رجال الأمن في بعض الأحيان. ورصدت الكاميرات العديد من المواقف التي أنقذ فيها رونالدو المشجعين من التعامل القاسي لرجال الأمن عند محاولة هؤلاء المشجعين التسلل إلى الملعب، كما يحرص على التفاعل الدائم مع الجماهير داخل الملاعب، وغالبا ما يبقى لإلقاء قميصه على الجمهور والتوقيع والتقاط الصور معهم.
بيع حذائه الذهبي لأجل غزة
يعد رونالدو النجم الرياضي الأبرز بجدارة في الأعمال الخيرية، حيث فضّل بيع الحذاء الذهبي الأوروبي الذي فاز به في 2011 بعد تسجيله 40 هدفا لريال مدريد لصالح الأعمال الخيرية، وتم البيع في مزاد خيري بمبلغ ضخم قدره 1.6 مليون دولار، وُجّه لبناء عدد من المدارس في غزة، وهو إحدى اللفتات الإنسانية التي رفعت أسهمه بسرعة الصاروخ في الوطن العربي المتعاطف مع القضية الفلسطينية ولا سيما قطاع غزة المحاصر.
تبرع ثان بالكرة الذهبية
وكرر الدون التبرع بالكرة الذهبية في 2017 عندما بيعت الجائزة العالمية التي فاز بها في 2013 بمزاد خيري في لندن بنحو 700 ألف دولار خصصت للأطفال الذين يعانون من ظروف قاسية تهدد حياتهم.
دعمه لأطفال سوريا
رغم ارتباطه مع ناديه ومنتخب بلاده، فإن رونالدو يعمل سفيرا لثلاث جمعيات خيرية عالمية كبرى، وأشار في كلمة الفوز بالكرة الذهبية عام 2014 إلى مجموعة من الأطفال مصابي سرطان الدم الذين التقاهم. وفي عام 2016، سجّل رسالة إلى الأطفال المتضررين من الصراع السوري، ووصفهم بأنهم “أبطال حقيقيون”، وقال “أنا معكم”. كما قدم تبرعا سريا طلب من منظمة إنقاذ الطفولة عدم الكشف عنه.
تبرّع لمستشفيات البرتغال
وتعددت أعمال رونالدو الخيرية في مسقط رأسه، حيث تعاون مع وكيله خورخي مينديز في مارس الماضي للتبرع بنحو 1.3 مليون دولار للمستشفيات في البرتغال لمكافحة جائحة فيروس كورونا بتوفير الأَسِرّة وأجهزة التنفس الصناعي للتعامل مع العدد الكبير من المرضى الذين يعانون من عدوى فيروس كورونا. وكشف دانييل فيرو رئيس مستشفى سانتا ماريا في لشبونة عن هذا العمل الخيري بقوله “اتصل بنا خورخي مينديز، الذي تطوع مع كريستيانو رونالدو لتمويل وحدتين للعناية المركزة لمرضى الحالات الحرجة مجهزتين بجميع المعدات الحديثة لتوفير الرعاية لمرضى كوفيد-19”. كما تبرع للمستشفى الذي عولجت فيه والدته دولوريس أفيرو من سرطان الثدي عام 2007، بنحو 160 ألف دولار.
التبرع بالمكافآت
كان رونالدو أيضا كريما جدا في التخلي عن الأموال المكتسبة من أدائه الاستثنائي على أرض الملعب، ففي عام 2013 تبرع بمكافأة اختياره ضمن فريق الاتحاد الأوروبي “يويفا”، وقدرها مئة ألف يورو للصليب الأحمر. وبعد عام، قاد النجم البرتغالي ريال مدريد إلى الفوز باللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا، وتبرع بمكافأة الفوز وقدرها 590 ألف دولار، للمنظمات الخيرية التي يعمل سفيرا لها وهي: منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” ومنظمة الرؤية العالمية ومنظمة إنقاذ الطفولة.
التبرع بالدم
يحرص رونالدو على التبرع بالدم بانتظام، وقد شارك في العديد من الحملات لتشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه، وهذا هو سر عدم رسمه أي وشم على جسده. وقال رونالدو في 2015 “يمكننا جميعًا إحداث فارق من خلال التبرع بالدم. يمكن أن يفيد كل تبرع 3 أشخاص في حالات الطوارئ والعلاجات الطبية طويلة الأمد، لهذا السبب أنا متحمس لتشجيع الناس في جميع أنحاء العالم على التبرع بالدم مدى الحياة والمساعدة في إنقاذ الأرواح”.
التبرع لزلزال نيبال
تبرع رونالدو مرة أخرى بمبلغ ضخم من المال في 2015 لجهود الإغاثة بعد زلزال نيبال في أبريل 2015، حيث تسببت الكارثة في مقتل 9 آلاف شخص، وإصابة نحو 22 ألفا آخرين، إلى جانب أضرار لا حصر لها.
دعوة المشجع اليتيم
لم يتردد رونالدو في دعوة الطفل اللبناني حيدر الذي يشجع ريال مدريد وقُتل والداه في هجوم انتحاري، إلى زيارة مقر النادي في العاصمة مدريد، ووثق ذلك بمقطع فيديو مؤثر لرونالدو وهو يحتضن الطفل الصغير الذي انخرط في البكاء من فرط الفرحة بمقابلة نجمه المفضل.
اللمسات الإنسانية
يحرص رونالدو على مساعدة معجبيه، ففي 2009 علم بإصابة طفل يشجعه عمره 9 سنوات بمرض السرطان فأرسل سائقا لإحضار عائلة الطفل إلى الفندق الذي كان يقيم فيه فريق ريال مدريد، ودعاهم لمشاهدة إحدى مباريات الملكي في سانتياغو برنابيو، وأهدى للطفل قميصه بعد المباراة. ولم يتخلَّ الدون عن الطفل حيث أرسله على نفقته الخاصة لتلقي علاج تجريبي في الولايات المتحدة، ودفع له مئات الآلاف من الدولارات للعلاج في مركز طبي خاص حتى توفي الطفل في مارس 2013.
مساعدة رضيع مريض
في عام 2014 استجاب لطلب والدة إريك أورتيز كروز البالغ من العمر 10 أشهر بالتبرع بقميصه للطفل المصاب بخلل التنسج القشري وهو مرض نادر يتسبب في 30 نوبة صرع في اليوم الواحد- ولم يكتفِ بذلك، بل دفع رونالدو 72 ألف دولار لإجراء جراحة أولية في الدماغ للرضيع، مع تعهده بتغطية كافة تكاليف علاجه.
دعوة ريكسن
بعد إصابة أسطورة رينجرز اللاعب الدولي الهولندي فرناندو ريكسن بمرض عصبي نادر في عام 2013، جعله يجلس على كرسي متحرك حتى وفاته في 2019، وعندما علم رونالدو في 2016 وجّه الدعوة لريكسن وعائلته لحضور مباراة في سانتياغو برنابيو، وبعد المباراة أهداه قميصه.