ما قل ودل

أساطير طبية عن النوم.. شائعات أو حقائق

شارك المقال

عبر التاريخ كانت عمليتا النوم والأحلام تثيران فضول البشر وتساؤلاتهم. عشرات القصص والروايات والنظريات حاولت أن تتعامل مع هاتين الظاهرتين أو تسعى لتفسيرهما. بالإضافة إلى هذه النظريات كان المزاج الشعبي يضيف لمسته في هذه المساحة المثيرة، من كتب تفسير الأحلام إلى المنتجات الخاصة بعلاج الأرق أو التعامل مع الأحلام المزعجة. وعبر هذا المقال نحاول أن نعرض مجموعة من المعلومات الطبية ونناقش مدى صحتها.

 الشائعة: المشاكل الصحية مثل مرض ضغط الدم والسكري والسمنة لا علاقة لها بقدر وجودة عملية النوم.

الحقيقة: هناك العديد من الدراسات التي تربط بين مشاكل النوم أو نقص مدته وبين العديد من الأمراض. ضغط الدم مثلا يقل أثناء دورة النوم.

النوم المتقطع يمكن أن يؤثر على هذه التغيرات التي تحدث بشكل طبيعي في مراحل النوم المختلفة، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل أخرى في القلب والأوعية الدموية. كما أثبتت الأبحاث أن عدم الحصول على قدر كاف من النوم يقلل من قدرة الجسم على استخدام الأنسولين، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

النوم المتقطع كذلك يبطئ من عملية التمثيل الغذائي وقد يتسبب في نقص هرمون النمو الذي يؤثر بدوره على عملية حرق السعرات الحرارية في الجسم، وقد يتسبب في الإصابة بالسمنة.

الشائعة: يمكنك النوم جيدا في عطلة نهاية الأسبوع حتى تتجنب مشاكل نقص النوم خلال الأسبوع التالي

الحقيقة: على الرغم من أنه يمكنك تعويض النوم الذي لم تحصل عليه خلال عطلة نهاية الأسبوع إذا لم تنم جيدا في أوله، فإن العكس ليس صحيحا. فلا يمكنك النوم مقدما لمنع الآثار السلبية لنقص النوم في الأسبوع التالي. فنقص النوم سيؤثر عليك وعلى أدائك حتى تحصل على كفايتك من النوم خلال العطلة التالية.

لذلك حاول الحفاظ على عادات نوم صحية قدر الإمكان حتى تتجنب هذه الآثار السلبية.

الشائعة: كلما زاد عمرك، كلما قلت عدد ساعات النوم التي تحتاج إليها

الحقيقة: ينصح الخبراء بمدة بين 7 و9 ساعات نوم يوميا في البالغين. بطبيعة الحال يتغير نمط النوم مع زيادة العمر، لكن المدة التي يحتاجها المرء لا تتغير. الأشخاص الأكبر سنا يستيقظون بشكل متكرر وقد لا يحصلون على قسط كبير من النوم أثناء الليل، لكن حاجتهم للنوم ليست أقل من الأشخاص الأصغر سنا. هؤلاء الأشخاص الأكبر سنا يعوضون هذا الوقت المفقود أثناء الليل بالنوم أثناء النهار.

 

الشائعة: يمكنني أن أعود نفسي على عادات نوم أقل من خلال التدريب

الحقيقة: كما ذكرنا، يحتاج الشخص البالغ إلى مدة تتراوح 7 و9 ساعات نوم يوميا. بشكل عام يعرف كل منا عدد الساعات التي يحتاجها للشعور بالنشاط وتجنب النعاس في اليوم التالي. لكن تقليل هذه المدة يصنع ما يشبه الدين الذي يجب سداده.

يمكنك أن تفعل ذلك مرة أو اثنتين كل فترة، لكن الاستمرار في تقليل فترة النوم الليلي قد يقلل من قدرتك على التركيز والتفاعل نظرا لتأثر المخ حتى لو لم تكن تشعر بالنعاس.

الشائعة: الطلاب الذين ينامون في الصف الدراسي ليسوا إلا مجموعة من الكسالي فاقدي الهمة

الحقيقة: يحتاج المراهقون بين 8 و10 ساعات نوم يوميا بالمقارنة بـ 7 و9 ساعات للبالغين كل ليلة. الساعة البيولوجية الداخلية للمراهقين يمكنها أن تجعلهم مستيقظين حتى ساعات متأخرة من المساء؛ وهو ما قد يتعارض مع استيقاظهم في الصباح الباكر.

الشائعة: الشخير مشكلة شائعة، لكنها ليست ضارة

الحقيقة: على الرغم من أنه قد لا يرتبط بأي مشاكل صحية، فإن الشخير قد يكون علامة للإصابة بمشكلة تعرف بتوقف التنفس أُثناء النوم ، وهي المشكلة التي ترتبط بمشاكل صحية أخرى. هذه الحالة تتميز بنوبات من نقص أو انعدام مرور الهواء خلال المجرى التنفسي أثناء الليل.

الأشخاص المصابون بتوقف التنفس أثناء النوم قد يستيقظون أثناء الليل عدة مرات ويجاهدون لالتقاط الأنفاس، وهو ما يحدث نتيجة نقص مستوى الأكسجين في الدم. مع مرور الوقت قد تتسبب هذه المشكلة في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إذا كنت مصابا بالشخير بشكل مزمن فعليك طلب المساعدة الطبية.

الشائعة: الأرق مرض يتميز فقط بصعوبة الدخول في النوم.

الحقيقة: هناك العديد من الأعراض التي تميز الأرق. من بين هذه الأعراض بالطبع صعوبة النوم. لكن من بينها أيضا الاستيقاظ بشكل مبكر للغاية وعدم القدرة على العودة إلي النوم مرة أخرى، الاستيقاظ المتكرر، وكذلك الاستيقاظ دون الشعور بالراحة أو الانتعاش المطلوب بعد النوم. وقد يكون الأرق عرضا لمشكلة من مشاكل النوم أو مشكلة أخرى صحية أو نفسية. إذا تكررت المشكلة عدة مرات في الأسبوع فعليك أن تطلب المشورة الطبية

 الشائعة: اُثناء النوم يستريح المخ

الحقيقة: أثناء النوم يستريح الجسد بالكامل، لكن المخ يظل نشيطا إلى حد ما، لأنه يتحكم في العديد من وظائف الجسم مثل التنفس. لكن يمكن القول بأن المخ يتم إعادة شحنه أثناء النوم، حيث يقوم بإعادة ترتيب وتصنيف المعلومات والأحداث ثم يربطها سويا لتصبح جزءا من الذاكرة. وبالتالي فإن الحصول على قدر كاف وجيد من النوم مهم للذاكرة وللوظائف المعرفية بصفة عامة.

 الشائعة: إذا كنت تقود السيارة وشعرت بالنعاس، فإن تشغيل المذياع أو المكيف أو فتح الشباك سيساعدك على البقاء مستيقظا

الحقيقة: هذه الوسائل ليست فعالة وقد تعرض حياتك للخطر. إذا شعرت بالتعب أثناء القيادة، فإن أفضل ما تفعله هو أن توقف السيارة على جانب الطريق في مكان آمن وتحصل على غفوة لمدة تتراوح بين 15 و45 دقيقة. يمكنك كذلك تناول بعض المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لكن تأثيرها يحتاج إلى حوالى 30 دقيقة للظهور. أما الطريقة الأسلم لمنع حدوث هذه المشكلة فهي الحصول على قدر كاف من النوم أٌثناء الليل قبل القيادة لفترات طويلة.

الشائعة: إذا استيقظت أثناء الليل، عليك أن تستلقي أو تتقلب فى الفراش حتى تعود إلي النوم

الحقيقة: الاستيقاظ في منتصف الليل وعدم القدرة على العودة إلى النوم مرة أخرى يعد علامة من علامات الأرق. إذا أصبت بالأرق، فعليك أن تحاول الاسترخاء من خلال الأفكار المبهجة أو أحلام اليقظة. إذا لم تتمكن من النوم خلال 15 أو 20 دقيقة، عليك أن تترك الفراش وتذهب إلى حجرة أخرى وأن تقوم بنشاط يساعدك على الاسترخاء مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى، ومع تجنب الأضواء العالية، وكذلك أجهزة الكمبيوتر والهواتف والتلفزيون. لا تنظر إلى الساعة، وعد إلى فراشك متى شعرت بالتعب.

المصدر: موقع صحة

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram