تحاول جريدة ” المقال ” برفقة الأستاذ صلاح الدين بن نعوم باحث في التاريخ والحضارة من خلال نشر هذه الحلقات إبراز دور الزوايا في توعية الشعب الجزائري وفي إثراء الحركة الثقافية بالجزائر والحفاظ على ثوابت الأمة ومرجعيتها الدينية والثقافية، و الدور الذي لعبته هذه الزوايا في الرد على سياسة الاحتلال الفرنسي من جهة، ودعم الحركة الوطنية وثورة التحرير من جهة أخرى.
وبعدما تطرقنا في الحلقة الأولى إلى ظروف نشأة الزاوية الغريسية الشنتوفية ببلاد الراشيدية (المنطقة التي تشمل سهل غريس وهبرة وبني شقران بولاية معسكر و القلعة بولاية غليزان ) جاء دور التعريف بمشيخة الزاوية الذين تعاقبوا عليها منذ تأسيسها عام 1887 إلى غاية سنة 1965.
استطاع الباحث صلاح الدين بن نعوم احصاءهم وهم على الترتيب : أ- الشيخ بن عبد الله شنتوف: تولى مشيخة الزاوية في أول أمرها العارف بالله الشيخ بن عبد الله بن عبد القادر شنتوف، منذ تأسيسها على يديه سنة 1305ه/ 1887م، وبقي بها ثمانية أعوام، معتكفا على تدريس مختلف العلوم، فضلا عن التربية والدعوة، وفي عهده اشتهرت في كثير من الجهات كالبرج والقلعة وغليزان وعين كرمان وعمي موسى وتيارت، وعدّها صاحب “المرآة الجلية” من أعظم الزوايا بمعسكر.
وقد تخرج منها على عهده الكثير من الطلبة والمريدين، أبرزهم ابنه العلامة عبد القادر شنتوف، وشقيقه الشيخ العارف بالله العربي شنتوف، ومن تلامذته أيضا الشيخ عبد القادر بن الحاج أحمد المعسكري دفين غليزان، والعارف بالله الحاج احمد بن المولود، والشيخ العلامة محمد بن الجيلاني الحسني العمراني، ومن مريديه ولي الله الشيخ الحاج البشير بن حوا الخلفاوي.
ب- الشيخ عبد القادر بن عبد الله شنتوف: العلامة الحرير، الصوفي الشهير، من تلامذة ابن عمّه العلامة الحاج محمد بن الرقيق الأزهري، تولى مشيخة الزاوية بعد وفاة والده سنة 1313ه/ 1895م، يقول الشيخ المفتي بلهاشمي بن بكار عن مشيخته: “”فقام بعمارة الزاوية من إرشاد وتدريس للعلوم… وكان الشيخ سيدي عبد القادر هذا مرشدا بحاله ومقاله، ومعلما بأقواله وأفعاله،وزاد انتشار سر الزاوية في وقته “.
وكان يحضر دروسه كوكبة من علماء معسكر، مثل شقيقه الشيخ العربي شنتوف والشيخ محمد بن الدايج والشيخ البشير بن الحسين والشيخ بلهاشمي بن الطيب، ومن مريديه في الطريقة الغريسية الحاج محمد بن شاوش الغليزاني الذي جدّد عليه العهد بعد وفاة الوالد.
ج- الشيخ العربي بن عبد الله شنتوف: هو العارف بالله والعالم بشريعته، أخذ العلوم عن والده وأخيه السابق الذكر، وعن الشيخ محمد بن الدايج، تولى مشيخة الزاوية منذ سنة 1922م، يقول الشيخ ابن عبد الحكم العطافي: “وسار سيرة أخيه من إرشاد وتدريس وغير ذلك”، فتخرج على يديه طلبة العلم، وجدد المريدون الطريقة الشاذلية، منهم الحاج محمد بن شاوش، الذي صاهره بأن زوجه ابنته.
د- الشيخ عدة شنتوف: يُعد رابع من تولى مشيخة زاوية جده سيدي بن عبد الله شنتوف، منذ وفاة الشيخ العربي شنتوف سنة 1930م، كما تولى أيضا أمر جامع جده الشيخ بن عبد الله شنتوف بغليزان، وأحدث فيه الجمعة، ورتبوا فيه السيد الحاج بن عودة إماما وخطيبا.
ه- الشيخ مختار شنتوف: اعتكف رحمه الله منذ سنة 1935م في تدريس الطلبة القرآن الكريم وعلوم اللغة والفقه بمسجد الزيتونة وفي زاوية جده سيدي بن عبد الله شنتوف، ليكون خامس من تولى مشيخة الزاوية، فضلا عن توليه الإمامة بمسجد سيدي بوسكرين.
و- الشيخ بوشنتوف شنتوف: قال الشيخ المفتي: “وهو من تلامذتي في علم الشريعة”،وكان الشيخ بوشنتوف سادس من تولى مشيخة زاوية والده بحي بابا علي، حيث واصل تدريس علوم الدين بها، إلى أن توفي رحمه الله سنة 1965م.