ما قل ودل

كونوا كساديو ماني أو لا تكونوا

شارك المقال

الحديث عن قصص صعود و هبوط الحالة الاجتماعية للاعبي كرة القدم أصبح المادة الدسمة للصحف العالمية في الوقت الراهن و كذلك مواقع التواصل الاجتماعي و نحن من خلال العمود التالي سوف نتطرق لحالتين متناقضتين حيث بطلاها الأول تسلق من السفح إلى قمة المجد الكروي أما الثاني فتدحرج من أعلى الهرم إلى عالم الإدمان و الرذيلة و كلا الشخصيتين تناولتهما وسائل الإعلام العالمية و يمكن أن تنتج من خلال سطور قصصهما الأفلام و المسلسلات التلفزيونية .

الأول و بلا فخر اللاعب السنغالي المسلم ساديو ماني الذي بات نارا على علم في معقل الشياطين الحمر حيث أصبحت كل حركاته و همساته مادة دسمة للصحف البريطانية التي تساءلت في أحد أعمدتها عن سّر تنظيف المهاجم السنغالي لمراحيض أحد مساجد في ليفربول،فجاءها الجواب من الجوهرة السوداء بأن تعاليم الدين السمح توصي بالتواضع و خدمة بيت الرحمن شرف أولا و قبل كل شيء.

هذا اللاعب له قصة مع الفقر حيث عاش في قرية سنغالية و شرب من الآبار الارتوازية و داعب الكرة بأرجل حافية و عانى هو وعائلته الأمرّين,كيف لا و قد مات والده بسبب عدم قدرته على تحمل تكاليف الدواء.

كل هذه الذكريات حولها ماني من محنة إلى منحة و أضحى لا ينافس على مراتب المجد الكروي فحسب بل ضرب أمثلة في الوفاء و الإنسانية في قريته التي بنى فيها مؤسسات تربوية و مستشفيات و ملاعب كرة للناشئين,كل هذه الميزات جعلت من ماني أسطورة حية قائمة بذاتها و أضحى مثالا يحتذى به.

أما المثال الآخر الذي ينبغي عدم الاقتداء به هو القصة المحبطة لأدريانو البرازيلي,الذي كان صانع أفراح النيراتزوري و منتخب السامبا لكن طيش الشباب حوله من غني متفاخر إلى كادح مقامر,فمن ميادين العشب الإيطالية إلى ساحات المافيا البرازيلية حيث أودع السجن عدة مرات و بات يكرر مسلسل مواطنه جارينتشا حيث استبدل الفيلا الفاخرة بكوخ في قرية الصفيح بساو باولو و أضحى بطل الأمس مشرد بدون مأوى.

فإذا كانت العبرة بالخواتيم فيجب على الرياضيين الحاليين أن يعودوا بمخيلاّتهم للزمن البعيد ويعتبرون قبل أن يكرروا مأساة البرازيليين وأن استطاعوا فليكونوا كساديو ماني أو لا يكونوا.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram