تعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم بل إن علماء الاجتماع يصنفونها ضمن الظواهر التي باتت بفضلها تقاس قوة الدول,شأنها شأن أصحاب الاقتصادات القوية، فمن يملك منتخبا قويا كمن يملك بورصة وولستريت ، فالبرازيل رغم فقرها المدقع أصبحت تعرف بكرة القدم و ما تدره من نجوم الصامبا أكثر مما تعرف بشأن تصديرها للقهوة و الكاكاو.
و إذا كانت رياضة التنس رياضة الأغنياء و متتبعيها أغلبهم من أصحاب السيارات الفارهة و القصور الفخمة,فإن كرة القدم هي قبلة الغني و الفقير التي يتقاسمون في ميادينها الفرجة و المتعة.
فمعظم النجوم التي تلألأت في سماء المجد الكروي جاءت من رحم الفقر و المعاناة و آخر هذه الأمثلة و ليس آخرا هو حارس عرين منتخب المحاربين رايس وهاب مبولحي .
هذا الحارس بفضل إتقانه اللعبة استطاع أن يصنع لنفسه و عائلته اسما بات رقما صعبا في معادلة التشكيلة الأساسية للكوتش جمال بلماضي الذي لم يخطئ بالإعتماد عليه في المواجهات الحامية الوطيس.
و رغم بلوغ الرايس من العمر الكروي عتيا في الميادين,إلا أن السن يعتبره وهاب مجرد رقم فقط. فوهاب وهب للجزائر خيرة سنين عمره و ضحى مثلما ضحت والدته الراحلة من أجل تربيته فهو مثلما يقول من خلال استماتته في حراسة عرين المحاربين ينفذ وصيتها قبل مماتها أين أوصته بالجزائر خيرا و أن يكون إلى جانبها في جميع المحافل.
فحقا ألف تحية لهذا المحارب المكافح و رحم الله الأم الجزائرية عائشة التي أنجبت للجزائر من يذود على كرامتها كرويا,وإذ نتمنى مزيدا من الرقّي لمبولحي نتمنى في المقابل أن ينقب المسؤولون عن كرة القدم في بلادنا أيضا عن المواهب في جسد الجزائر العميقة,و حتى في دور الطفولة المسعفة أو الأحياء الفقيرة فمن يدري ربما تقبع هناك جواهر تنتظر التنقيب و الاعتناء, فلا ننسى أن رونالدينيو اكتشفت مهاراته في شواطئ ساو باولو و النجم الإيطالي باولو روسي جيئ به من السجن إلى مونديال خيخون و كان سببا في إحراز السكوادرا أزورا للقب العالمي .