ما قل ودل

رايس وهاب مبولحي …وراء نجاحه أم عظيمة

شارك المقال

رايس الطفل الذي لم ينطق كلمة “أبي” بتاتا و لم يعش في ظل أبيه و أحضانه،والده ترك زوجته و ابتعد عنها قبل ولادة وهاب تاركا لها حملا و مسؤولية ثقيلة.

عائشة، هكذا تسمى رحمها الله تحّدت صعاب الحياة و وهبت حياتها لوهاب ربت ابنها على حب الوطن،إحدى اهم المقولات التي قالها مبولحي :”أنا ألعب للجزائر لأنها بلد أمي”
تصريح ليس باعتباطي بل يعكس حقيقة و جحم التضحية و العطاء المبذول من عائشة لكي تصنع هذا البطل الذي تفتخر به الجزائر و الوطن العربي.

من الملاكمة إلى كرة القدم … فأخوال الرايس كانا يقومان بتسيير نادي رياضي للفنون القتالية أين التحق هذا الفتى الأسمر بفريق للملاكمة و قضى فيه عدة سنوات قبل أن يختار كرة القدم ، نقلته والدته الى نادي كروي يهتم بتكوين اللاعبين في مارسيليا أين قضى أربعة مواسم قبل التحويل الى مدرسة متخصصة في تكوين الحراس بلندن ، و تحملت الأم كامل مصاريفها الباهظة.

بدأ مسيرته الاحترافية في الفرق اليونانية بين 2006 و 2008 أين عانى الويل من العنصرية التي لاحقته عبر ميادين اللعب و خارجها في شوارع مدن اليونان كادت تجبره على الاعتزال إلا أن سنده و رفيقة دربه عائشة حالت دون ذلك و دفعته للمضي قدما ،خاض عدة تجارب باليابان، بلغاريا، روسيا ،فرنسا،و أمريكا قبل أن يحط الرحال في السعودية.

رابح سعدان و بتوصية من والد اللاعب السابق كريم زياني قام باكتشاف هذا الوحش و عرضه للمشهد الكروي الإفريقي و العربي,الدعوة الأولى للمنتخب كانت أفضل ذكرى للرايس ووالدته قبل رحيلها بأشهر قليلة.

أوت 2010 تغادر عائشة دار الدنيا مخلفة وحدة و معاناة نراها إلى اليوم في أعين وهاب ،وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة طالبت إبنها بالالتحاق بتربص منتخبه، توفيت المناضلة و بعد يومين فقط لبى مبولحي نداء الواجب و كان حاضرا مع الخضر و جميع رفاقه لا يعلمون بوفاة والدته.

رابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري آنذاك قال :” حين جاء الرايس للمعسكر لم نكن نعلم بخبر وفاة أمه، في اليوم الثالث أخبرني بذلك عندما سألته عن سبب عزلته” ، حين ترى تقاسيم وجه مبولحي تدرك حجم المعاناة التي يدافع بها عن مرمى بلاده و نظراته الحادة التي تكشف من جانب آخر قصة مؤلمة لشاب جزائري تركه والده الكونغولي فلم يجد إلا حضن أمه الجزائرية الله يرحمها.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram