ما قل ودل

صالح عصاد…………من شوارع القبة إلى الميادين العالمية

شارك المقال

نعود من خلال الجزء الثاني لبيوغرافيا أيقونة كرة القدم الجزائرية صالح عصاد لأهم لحظات اللاعب و انجازاته على الصعيد المحلي,من خلال ناديه رائد القبة و كذا النخبوي مع منتخب المحاربين ضف إلى ذلك مشواره الاحترافي الذي اختزله بتجربة في البطولة الفرنسية و بداية استرجاع الذكريات آثرنا أن تكون من خلال أجمل أهداف عصاد في شباك ألمانيا خلال    حوار مطول خص به مجلة “فرانس فوتبول” في عددها الصادر في شهر سبتمبر من عام 1982.

صالح عصاد…………أيقونة نوستالجيا الكرة الجزائرية

يقول صالح عصاد أن أجمل أهدافه مع المنتخب الجزائري ذلك الذي سجله في شباك الحارس الألماني شوماخر في مونديال اسبانيا عام 1982، جواب عصاد فأجأ الصحفي “صالح.. أنت لم تسجل ضد ألمانيا؟” ، فرد عليه عصاد”نعم لم أسجل، لكن أنا من ساهمت فيه بـ90 بالمائة حيث صعدت من مرمى سرباح وتخطيت وسط ودفاع ألمانيا ولما وصلت إلي مرمي شوماخر أوهمته أني سوف أسّدد إلى المرمى، وهذا ما جعله يسرع إلي تغطية الجهة اليسري للمرمى وبسرعة مررت إلى بلومي الذي كان عليه فقط أن يضع رجله في الشباك الفارغة “. و فجر عصاد موهبته الخارقة بعد ذلك عندما هز شباك حارس الشيلي مرتين، في زمن قياسي خلال الثلث الأول من اللقاء، وبات أول لاعب عربي وإفريقي يسجل ثنائية في المونديال، الأمر الذي فسح له المجال للاحتراف بفرنسا مع نادي ميلوز، حيث لعب له موسمين قبل أن ينتقل إلي نادي باريس سان جيرمان ولعب معه موسم واحد ثم يعود إلى ميلوز من جديد وأصبح النجم بدون منازع في النادي الألزاسي، وفي غربته كان الرفيق الدائم لدحلب.

مونديال المكسيك وبداية الخريف

بالرغم من التأهل التاريخي الثاني على التوالي إلى المونديال وهذه المرة إلى بلاد “الأزتيك” المكسيك، إلا أن عصاد لم يقنع الجمهور الرياضي الجزائري،حيث ظهر بمستوى هزيل فإذا كان اللقاء الأول أمام ايرلندا قد لعبه كاملا،فإن اللقاء الموالي أمام البرازيل اضطر المدرب آنذاك رابح سعدان بإخراجه في المرحلة الثانية وتعويضه بالتاج بن سحاولة، في حين غاب في اللقاء الأخير أمام المنتخب الاسباني.

 

عصاد يعين أحسن جناح أيسر في مونديال خيخون

احتفظت الجماهير الجزائرية بمباريات هامة نشطها “الخضر” في أجواء رمضانية، خاصة التي لعبت في نهائيات كأس العالم، وتزامنت بعضها مع شهر الصيام، والأكثر من هذا فقد اتسمت بالحّس التهديفي في هذا المستوى العالي وفي رمضان، على غرار ما حدث في مباراة الشيلي عام 1982، بفضل ثنائية عصاد وهدف بن ساولة، وهدف جمال زيدان في نسخة مكسيكو 86 أمام ايرلندا الشمالية، وكذا هدف تقليص النتيجة الذي سجله جابو أمام ألمانيا في إطار الدور الثاني من مونديال 2014. عرف كل من عصاد وبن ساولة وزيدان وجابو كيف يدخلون تاريخ المونديال بأهداف تاريخية في عز شهر رمضان، ورغم تباين قيمتها بحكم أن ذلك يبقى متوقفا على المسار العام للخضر، إلا أن العناصر المذكورة عرفت كيف تصنع التميز في أكبر منافسة عالمية، وفي شهر الصيام وما يخلفه من متاعب على اللاعب، ناهيك عن ارتفاع درجة الحرارة، بحكم أن تنظيم المونديال يقام دائما بين جوان وجويلية. وقد جرت مباراة الشيلي التي تعد الثالثة للمنتخب الوطني في إطار الدور الأول من مونديال 82 في أجواء صيفية ورمضانية، إلا أن ذلك لم يمنع أبناء خالف ومخلوفي من تسجيل ثلاثية كاملة في المرحلة الأولى، حيث سجل صالح عصاد هدفين، الأول بعد مضي 7 دقائق فقط عن الانطلاقة، أما الهدف الثاني فسجله في (د31)، اثر تمريرة على طبق من زميله بوربو، قبل أن يعمق بن ساولة النتيجة في (د35)، ثلاثية كان بالمقدور أن تحسم ورقة التأهل إلى الدور الثاني، لولا التراجع المسجل في الشوط الثاني، ما تسبب في تلقي هدفين، ناهيك عن المهزلة التي اشترك فيها المنتخبين الألماني والنمساوي، من خلال ترتيب نتيجة اللقاء الذي جمعهما، بالشكل الذي يضمن لهما التأهل سويا إلى الدور المقبل على حساب الجزائر، وهي المهزلة التي خلفت الكثير من الجدل، وأرغمت الفيفا على تغيير بعض القوانين، وفي مقدمة ذلك توحيد توقيت برمجة مباريات الجولة الثالثة من الدور الأول في كل مجموعة.

من جانب آخر، فقد استهل المنتخب الوطني نهائيات مونديال 86 في أجواء رمضانية خالصة، وفي ظروف مناخية صعبة، بسبب عاملي الحرارة والرطوبة، إلا أن ذلك لم يمنع أبناء المدرب رابح سعدان من افتكاك نقطة التعادل أمام منتخب ايرلندا الشمالية، وذلك بهدف في كل شبكة، ورغم تأخر رفقاء عصاد في النتيجة بهدف تلقوه بعد خمس دقائق عن الانطلاقة، إلا أن جمال زيدان عرف يسجل هدف التعادل في (د58)، اثر مخالفة أرضية سكنت مرمى ايرلندا.

للتذكير أن صالح عصاد عين كأحسن جناح أيسر خلال مونديال خيخون باسبانيا نظير ما فعله بالألمان و استهزائه بالشيليين و كان عصاد أن يكون له شأن كبير لو احترف مبكرا لكن القوانين حينها عكست و كبحت جماح فنياته لكن رغم ذلك ترك صالح عصاد رصيدا كرويا جعل منه أيقونة الزمن الجميل لكرة القدم الجزائرية بامتياز فهمر مديد و حياة هنيئة لصالح عصاد.

العودة إلى القبة ثم الاعتزال

بعد سنوات من العز والعطاء في بلاد الغربة مع نادي ميلوز وباريس سان جيرمان كان من البديهي أن يعود صاحب “الغراف” صالح عصاد إلى  فريقه الأصلي رائد القبة،حيث أكمل مشواره الكروي إلى أن اعتزل الملاعب نهائيا في بداية التسعينيات،تاركا وراءه لمحات كروية لا تمحى ولا تضمحل من ذاكرة كل من عايش العصر الذهبي للكرة الجزائرية، فما أحوج كرتنا اليوم للاعب أبهر رواد الملاعب بفنياته الرائعة، إنه صالح عصاد صاحب رجل اليسرى السحرية يفعل بها كل شيئ ويملك ذكاء خارق وسط الميدان.كما أنه يملك أيضا شخصية قوية سواء داخل و خارج الميدان.عصاد بعد اعتزاله الملاعب شغل لفترة من الزمن مناجير لرائد القبة لكن حتى وإن ابتعد عن هذا الفريق إلا أن حنينه لا يزال يشده إليه.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram