“إذا كنتم فعلا تريدون تكريمي في هوليود فعلّقوا نجمة التكريم على الحائط لكي لا تدوس الأسماء الشريفة الأقدام “، تلك المقولة التي اشتهر بها بطل العالم في الملاكمة محمد علي كلاي الذي مثلما ذاد عن ألقابه العالمية بكل شراسة ،كان من أوائل الرياضيين المشاهير اللذين اعتنقوا الإسلام و دافعوا عن قيمه السمحاء.
و في حين يعتبر الجيل الحالي أن فوليد مايويدر هو بطل الأبطال فلعلم هؤلاء أن محمد علي كلاي لم يشتهر في حلبات النزال فحسب،بل تعدت شهرته حتى تكافئ في التشبيه مع نيلسون مانديلا و مالكوم إيكس،فكان نزاله الأول و الأخير ضد العنصرية و باتت ضرباته القاضية بمثابة انتصار لكل الأعراق التي ذاقت مرارة التمييز في عالم كانت فيه الغلبة للرجل الابيض بامتياز.
أيام كان السود يجلسون في المقاعد الخلفية للباصات وراء البيض مثلما هو الشأن للحدائق و حتى ملاعب كرة القدم،و في مثل هكذا ظروف استطاع بطلنا دحر أعتى الخصوم اللذين بعثهم له رئيس الولايات المتحدة شخصيا.فكان نيكسون مفجر الحرب على فيتنام عدّوا لذودا لمحمد علي كلاي لكن بفضل التاكتيك و التكنيك و القفز كما الفراشة و اللّسع بالضربات مثل النحلة جعل الأبطال كفرازير و فورمان و بونافينا و شوفالو و جيمي كواري ينهارون كالذباب أمامه.
و كان إضافة لذلك يختار الجولات التي يسقطهم فيها و كأنه يتحالف مع القدر ضد كل من طغى و تجبّر,نعم إنه الأسطورة محمد علي الذي قال أن أعظم يوم شهده في حياته هو يوم نطق الشهادتين و اتبع دين الحق المبين،فمثله لم تنجب الملاكمة و لن تنجب فبطلنا الذي أصبح قوميا في سائر بلاد المسلمين سيبقى حيّا في الذاكرة الرياضية و الإنسانية إلى يوم الدّين فرحم الله محمد علي و أسكنه في جنات عليين.