هو واحد من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، وحطّم الكثير من الأرقام القياسية، ولد بشمال شرق إيطاليا في قرية تقوم علي الزراعة في الأساس، بزغ نجمه صغيرًا في حراسة المرمى إلا أنه عندما اختبر في أندية جوفنتوس وميلان، عندما كان في الرابعة عشر من عمره، تم رفضه لصغر حجمه، وبعد مرور خمس سنوات، ترك عمله كميكانيكي لكي يمارس كرة القدم كلاعب محترف في عمر التاسعة عشر، ويبدأ رحلة استمرت لمدة 22 عامًا.. هو الحارس الإيطالي الأسطوري زوف الذي أصبح أكبر لاعب يحمل كأس العالم.
دينو زوف هو ربما يكون أحد أكبر علامات الكرة الإيطالية في النصف الثاني للقرن العشرين وهو محبوب جماهير الكرة في أوربا بأسرها ويكفى للتدليل على ذلك أنه عندما قام الاتحاد الأوربي لكرة القدم باختيار لاعب القرن لم يتفوق على دينو زوف سوى زين الدين زيدان و فرانز بيكنباور ويوهان كرويف وماركو فان باستن بل وتغلب النجم الإيطالى على نجوم كبار مثل ألفريدو ديستيفانو وأيزيبيو. وميشيل بلاتينى وبوشكاش وبوبى تشارلتون وهو إنجاز كبير لحارس مرمى.
المولد و النشأة
ولد دينوزوف في فبراير 1942 وخلال 22 عاماً من عام 1961 وحتى عام 1983 هو عمره كلاعب كرة في الملاعب الخضراء وضع زوف نفسه بين أساطير الكرة الإيطالية بسجل حافل من الإنجازات والبطولات حيث لعب 570 مباراة في بطولة الدوري الإيطالي لأندية أودينيزى ومانتوفا و نابولى واليوفنتوس الذي سجل معه رقمين قياسيين حيث لعب لعملاق مدينة تورينو 332 مباراة متتالية ولم يخسر مكانه في التشكيلة الأساسية لأحد عشر موسمًا متتاليًا كما لعب 903 دقيقة دون أن يدخل مرماه هدف.
أما على المستوى الدولي فزوف يملك سجلًا متميزًا حيث لعب 112 مباراة دولية منها 59 كقائد للمنتخب الإيطالي حيث شارك في أربع بطولات لكأس العالم ونال شرف حمل كأس العالم عندما قاد منتخب إيطاليا لثالث ألقابها العالمية عام 1982 بإسبانيا.
أبرز مميزات زوف كحارس مرمى هو هدوءه الشديد في الملعب وقيادته للاعبي خط الدفاع وكانت أبرز محطاته في كاس العالم 1982 عندما كان يتفنن بهدوء شديد في إضاعة الوقت عندما كان المنتخب الإيطالي متقدمًا على منتخبي البرازيل والأرجنتين في الدور الثاني وهو ما دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) إلى تغيير قانون اللعبة بمنع حارس المرمى من دحرجة الكرة ثم التقاطها مرة أخرى.
عاش زوف في حياته الرياضية العديد من المراحل لكن كان أبرزها عندما انتقل لنادي نابولى عام 1967 وكان عمره 25 عامًا ويقول زوف عن مدينة نابولي: قصتي مع نابولى قصة عاشقين وقعًا في أسر الحب منذ اللحظة الأولى.
الإنضمام للسيدة العجوز
وعمره 30 عاما انتقل زوف إلى نادى جوفنتوس ليعيش مرحلة أخرى من حصد اللقب مع السيدة العجوز على مدار عقد من الزمان بقيادة المدير الفنى جيوفانى تراباتونى ومع مجموعة من أبرز اللاعبين مثل كلاوديو جنتيلى وأنطونيو كابرينى وشيريا وماركو تارديلى وباولو روسى وربرتو بيتيجا وخلال إحدى موسمًا مع جوفنتوس فاز زوف ببطولة الدوري الإيطالي ست مرات و أحرزلقبين في كأس إيطاليا ولقب كأس الاتحاد الأوربى عام 1977 في إنجاز لا ينسى نظرًا لأن كل فريق جوفنتوس في ذلك اليوم كان يتكون من لاعبين إيطاليين دون تواجد للاعبين الأجانب لكن ظلت أبرز إحباطات زوف مع جوفنتوس هي عدم حصوله على لقب دوري الأبطال الأوروبي رغم وصوله للمباراة النهائية مرتين أمام أجاكس عام 1973 وأمام هامبورج الألماني عام 1983.
بالقطع إنجاز كأس العالم 1982 هو الأبرز مع منتخب إيطاليا بل إن هذا الإنجاز هو من جعله رمزًا لا ينسى للكرة الإيطالية لاسيما وأن العديد من الفنانين وضع زوف كرمز لإيطاليا من خلال حمله لكأس العالم في قلعة ريال مدريد سانتياجو بيرنابيو حيث تغلب منتخب إيطاليا خلال حملته في المونديال على منتخبات مثل البرازيل والأرجنتين وبولندا و ألمانيا ولم يكن مرشحًا قبل البطولة لحصد اللقب.
الإنصراف نحو التدريب
بعد اعتزاله اللعب اتجه زوف للعمل الإدارى حتى أصبح رئيسًا لنادى لاتسيو روما لكن حنينه للعمل الميداني جعله يعود للعمل مدربًا لنادي جوفنتوس لمدة موسمين ثم قضى أربعة مواسم رائعة مع نادى لاتسيو الإيطالي قاده خلالها للفوز بلقبي كاس إيطاليا وكاس الاتحاد الأوروبي عام 1990 ثم عمل مدربًا لمنتخب إيطاليا ويقوده في نهائيات كأس أوربا عام 2000 والتي نجح فيها منتخب إيطاليا في بلوغ المباراة النهائية وكان بينه وبين الكأس ستون ثانية عندما تقدم بهدف في المباراة النهائية على منتخب فرنسا إلا أن الدراما الكروية كانت في أوجها في هذه المباراة لينجح الفرنسى سيلفان ويلتورد فى تسجيل هدف التعادل في الثواني الأخيرة من المباراة ويعود زميله ديفيد تريزيجيه ليسجل هدف الفوز في الوقت الإضافي ليخسر زوف بطولة أوربا كمدرب بعدما فاز بها لاعبًا عام 1968.