إذا كانت كأس إفريقيا أو كما تسميها الجماهير الجزائرية مجازا بالكحلوشة بدت بعيدة المنال منذ الاستقلال على أن يتوج بها المنتخب الوطني اللهم إلا في بلادنا أيام المرحوم كرمالي,فذات الحلم تحول بقدرة قادر إلى حقيقة أيام الكوتش جمال و في ظرف عشرة أشهر استطاع قائد كتيبة الخضر جلب الكحلوشة من القاهرة مثلما فعل زميله”بوقرة” لدى المحليين حين جلب “السمراء” من دوحة قطر.
الآن حلم بلماضي و الجزائريين يكمن في تحقيق التتويج بالمونديال الذي آثرنا تسمية مجسمه بالروخة,و من هنا نستشهد بالمثل السائد لدى الأشخاص الذين لا يعرفون ثقافة الانهزام بأنه يجب على أي شخص أن يؤمن بأحلامه و لو كانت مجنونة.لكن ذات المنطق يقرأ بالمقلوب في بلادنا خاصة في المجال الرياضي.
فبمجرد أن أعلن الناخب الوطني جمال بلماضي على أن حلمه و حلم محاربيه هو تنشيط النهائي العالمي,ثارت ثائرة من سبق له الثوران عند إعلانه بصراحة عن حلمه بخطف الكحلوشة و بات مجددا محل التنكيت و السخرية.و السؤال الذي يبقى مطروح ماذا لو كان صاحب هذا التصريح من جنسية أوروبية أو من أمريكا اللاتينية , و لماذا لم يتم
التهكم على المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش عندما صّرح بأن هدفه التتويج المونديالي حيث كان قاب قوسين منه .
فمن الواجب الوطني على كل مواطن الوقوف لجانب بلماضي,و نسيان أحقاد الماضي و التفكير بحماسة و عمل كبيرين على كل الأصعدة في الحاضر من أجل تجسيدها ميدانيا في المستقبل .
فكم من حلم رياضي أضحى حقيقة بعدما كان مستحيلا و الأمثلة على ذلك كثيرة و متنوعة بدءا بتتويج الديكة أمام البرازيل في مونديال 1998,و فوز محمد علي كلاي على الوحش البشري جورج فوريمان.
فهلم إذا نشارك الكوتش جمال الحلم فلما لا و نحن نملك أمثال محرز , عطّال , بونجّاح وربما لا تزال القائمة مفتوحة لأسماء جديدة فحظ سعيد لمنتخب قدّم الجديد باستحواذه على لقب فريد من أرض الكنانة و لقب عربي تاريخي في يوم اللغة العربية,و لما لا نكتب التاريخ في أرض الخليج مع قدوم جيل جديد من العقد الفريد للاعبين مغتربين و محليين في المستقبل القريب ..