ونحن نتأمل ما وصلت إليه الكرة العالمية من مظاهر التميّز,خاصة الإيطالية منها و كذا الألمانية و الإنجليزية يتبادر إلى أذهاننا حجم العمل الجبّار الذي يقوم به المسؤولون على الفئات الصغرى في أعتى الأندية,فالفضل في تفجير طاقات ميسي, يرجع بالدرجة الأولى إلى النظام المنظّم الذي تتمتع به برشلونة و نفس الشيئ بالنسبة لرونالدو و ظواهر الكرة العالميين الذي يمتعوننا على ترددات موجات الهوائيات المقعرة من مباراة لأخرى.
فالاستثمار في تلك الأندية حقا يكون في العامل البشري,و يرون الأصناف الصغرى عربون لأبطال و كذا كمبالغ زهيدة بإمكان مضاعفتها عن طريق الرعاية على طريقة الأسهم في البورصة أو الشركات الناشئة التي تكبر حتى تصبح ذات صيت عالمي,و بطبيعة الحال تضمن الأندية الحاضنة للمواهب حق الاستفادة المادية حتى عندما يصبح مشروع اللاعب الصغير نجما حيث يرتبط اللاعب بجواز رياضي يدّون فيه النادي المكوّن و الذي تستفيد خزانته من أي صفقة انتقال يجريها أي محترف أشرف عليه النادي كعربون لرّد الجميل.
فزيدان على سبيل المثال لما انتقل في صفقة خيالية نحو جوفنتوس استفاد نادي “كان” المكوّن لزيزو من مبلغ ضخم كنسبة من هذا التحويل و نفس الشيئ حصل في بلادنا جرّاء تحويل عطّال و بوداوي نحو نادي نيس و قبلهم سليماني من شباب بلوزداد نحو لشبونة و باتت الاستفادة متكررة حتى حين أمضى لفائدة نادي الإمارة موناكو .و هذا ما نأمل أن تمشي عليه النوادي في بلادنا و كذا المدارس الكروية.
كي لا يذهب شقاؤها في تلقين أصول الكرة لأي لاعب بالمجّان,فهذه الاستفادة تدخل في خانة الكسب المشروع فكم نادي نظير جهل أو النّية إن صح التعبير لمسؤوليه ذهبت مجهوداتهم هباءا منثورا,و هنا يحضرني مثال حي لنادي شباب مرافال بوهران الذي ترعرع فيه بلايلي وهناك تم اكتشافه,لكن نظير عدم تدوين مروره بجواز رياضي جعل النادي المستفيد الأول من صفقات تحويله يبقى رائد غرب وهران. ولا تزال مشاريع الأبطال سارية المفعول فما على المسؤولين سوى رفع حجم الوعي الرياضي فقط.