لا يختلف إثنان أن وسائل الحروب الناعمة انتقلت عدواها حتى إلى التمثيل الدولي في الهيئات الرياضية العالمية, و هو ما نلحظه في حرب التوازنات داخل معظم الإتحادات الدولية حيث بات تنصيب الدول لممثليها في الفيفا و الكاف بمثابة ضمان للدفع بأداء منتخباتها عن طريق “الريمودكونترول ” الديبلوماسي إن صح التعبير.
و بات لزاما على الجزائر بالتحديد أن تقّوي من تمثيلها في الهيئات الرياضية الدولية,و بالأخص الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” و كذلك “الكاف” الذي يبدو أن معركة المنافسة الرياضية الشريفة في الميادين انتقلت إلى الكولسة عن بعد,خصوصا بعد القضية التي فجّرها اللاعب المصري السابق و مقّدم البرامج الرياضية الحالي “أحمد حسام” المعروف ب”ميدو” حين تعرض لاستحواذ المغاربة على معظم المناصب في “الكاف”.
تصريح المعني الذي جاء في وقته,يجب أن تأخذه السلطات الجزائرية بمثابة جرس إنذار من أجل إيلاء الإهتمام بالكفاءات المعنية بالتسيير الرياضي و تقديمهم لانتخابات مختلف الإتحادات العالمية , القارية و العربية. لأن ضمان مناصب في مثل هكذا اتحادات يجعل إمكانية الدفاع عن أي قضية في الصالح العام للرياضة النخبوية الجزائرية في المتناول.
تماما كما فعل الرئيس الأسبق للفاف “محمد روراوة” الذي كسب رهان جلب لاعبي مزدوجي الجنسية عن طريق الضغط لتزكية قانون “الباهاماس” و هو ما اعتبر نقلة نوعية لمستوى الكرة الجزائرية و الذي باتت الجزائر تجني ثماره في الوقت الراهن.
دون نسيان مجهودات مصطفى العرفاوي الذي كان رئيسا للإتحاد الدولي للسباحة والذي استطاع بفضل حنكته أن يهتم بتحضيرات السبّاحين الجزائريين,حيث حصل معظم السبّاحين في عهده على منح التدريب في الخارج و ظهر ذلك جليا على مستوى السباحة الجزائرية على المستوى القاري على وجه التحديد.
إذا بقدر ما هي الجزائر بحاجة لكوادرها لأجل تمثيلها على الصعيد الدولي في الهيئات الدولية,خصوصا مع الطفرة النوعية التي تشهدها الكرة الجزائرية على الصعيد العالمي, القاري و العربي بقدر ما هي بحاجة لتجاوز الخلافات بين مسيري الأندية على وجه الخصوص في بلادنا أين لا تخدم الصراعات مستقبل الرياضة في الجزائر بل تزيد الطين بلة و للحديث طبعا بقية….