افتتح السبت ببغداد شارع المتنبي المشهور بمكتباته بعد إعادة ترميم خضع لها.حدث يثلج الصدر و يبشر بعودة الحياة لهذا الشريان الحيوي في العاصمة العراقية و استعادة مجده.
حيث كان يعج أيام الجمعة بالرواد، لاسيما الطلاب و الشباب و كذلك فنانون و مثقفون و قد أطلق على هذا الشارع التاريخي في العام 1932 خلال عهد الملك فيصل الأول، اسم الشاعر الشهير أبو الطيب المتنبي (915 – 965)الذي ولد في عهد الدولة الحمدانية.
على طول الشارع نظفت واجهات المحلات و الشرفات الصغيرة الحديدية المزخرفة و الأعمدة المتراصة و علقت ألواح خشبية صغيرة متطابقة تحمل أسماء المتاجر التي زينت بأضواء جميلة.
و بالمناسبة علت أصوات الأغاني العراقية من مكبرات الصوت في الشارع وسط الأجواء احتفالية.
لمن يعرف بلاد الرافدين و حضارتها الضاربة في الأعماق يسعد لهذا الحدث الذي يتم عن عزيمة لإعادة الإعتبار للفعل الثقافي الذي أبهر هولاكو ملك التتار يوما عندما دخل غازيا و ناهبا و مخربا فوجد قوما في أبهى التحضر يمجدون العلم و الكتاب.
فهل سيكون هذا الحدث فاتحة عهد جديد يعيد لحضارة الرافدين بريقها الذي سطع في أصقاع العالم عندما كانت روما تغوط في سباتها العميق؟.