ما قل ودل

يجب أن تكون مسعفا قبل أن تكون لاعبا

الدانماركي إيركسون يتلقى الإسعافات من زميله

شارك المقال

“يجب أن تكون مسعفا قبل أن تكون لاعبا” هذه العبارة أصبحت و بلا مبالغة شرطا أساسيا في كل لاعب في البطولة الأوروبية في الوقت الراهن,حيث يراهن رؤساء الأندية على تعليم اللاعبين أصول الإسعاف و كيفية التعامل مع الحالات التنفسية الحرجة و كذلك حوادث تعرض أي لاعب في الميدان لإصابة قلبية.

هذا التحول الجديد لم يكن ليحدث في الملاعب الأوروبية لو لم تحدث حادثة اللاعب الدانماركي إيركسون,الذي سقط مغشيا عليه خلال أحد لقاءات بطولة أوروبا للمنتخبات الصيف الماضي.حيث قبل وصول المدد الطبي من وراء المدرجات اضطر زميله في المنتخب إلى إسعافه و أعطاه جرعات من التنفس و قام بتدليك قفصه الصدري,و هو ما سمح بقلبه لمزاولة النبض و هذا باعتراف طبيب الإنعاش نفسه,الذي أثنى على تصرف اللاعب قائلا أنه لولا تلك الإسعافات الأولية لأصبح “إيركسون” في خبر كان.

و نظير شجاعة هذا البطل و اتخاذه المسؤولية لإنقاذ زميله في الوقت المناسب,قامت “الفيفا” بتكريمه في ليلة تسليم درع أحسن لاعب في العالم و قلّدته وسام الشجاعة و الإنسانية.

و هذا التصرف الإنساني و النبيل ينبغي أن يكون مثالا في الملاعب الجزائرية,حيث ينبغي على الجهات الوصّية إجراء حصص لتلقي الإسعافات الأولية من أجل التدخل ردعا لأي طارئ لا سمح الله,فالموت المفاجئ بات كابوسا في الملاعب الجزائرية و ما حدث للمرحوم قائد مولودية سعيدة “سفيان لوكار” لخير دليل على هذا الكلام. فلذلك وجب تلقي لاعبي البطولة الجزائرية بمختلف أقسامها دروسا في الإسعافات الأولية.

فعودة لفترة الإصلاح الرياضي التي عرفتها الجزائر خلال سنوات السبعينات إلى غاية منتصف الثمانينات,كان اللاعب يتم تكوينه على مختلف الأصعدة خاصة من جانب احترام القرارات التحكيمية حيث كان يخضع اللاعبون لحصص أكاديمية يقدمها حكام من عيار “لاكارن” , “حنصال” , و المرحوم “بنجحان” و غيرهم,قصد تعريف اللاعبين بمسؤوليتهم المحدودة داخل الميدان و هو ما ينبغي على الجهات المسؤولة إرجاعه من أجل كرة نظيفة خالية من العنف و مزودة لخزان نخبوي يضاهي نظيره العالمي.

الموت المفاجئ للاعبين…ضعف القلب السبب الرئيسي للمأساة

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram