ما قل ودل

بن زكري المغراوي…يرد على المغيلي ويمنع هدم بـِيَعَ (كنائس) اليهود

شوارع مدينة تلمسان أيام زمان

شارك المقال

أحمد بن محمد بن زكري التلمساني، الملقب بالمغراوي المانوي نسبة لمغراوة الأمازيغية وهي القبيلة المنتشرة بالخصوص في مدن الغرب الحزائري وقد أسسوا إمارة واهتم ببعض تاريخها الشيخ المهدي البوعبدللي.

كما ينسب تأسيس وهران في بعض المصادر إلى مغراوة الزناتية. الشيخ بن زكري من علماء القرن التاسع الهجري، كان حلّه لمسألة فقهية استعصت على الحاضرين من الطلبة في حلقة علم الشيخ بن زاغوا انقلابا في حياته، حضر هذا النقاش ولم يكن طالبا بل طفلا يافعا جاء للشيخ في أمر أرسلته من أجله أمه التي كان يعولها بالعمل خياطا في محل خياطة بتلمسان.

والصدفة والذكاء والقدر جعله يجيب عن سؤال كان الحاضرون عاجزين عن فهمه، وهنا تحرك بن زاغو نحو والدة بن زكري ليطلب منها أن تسمح لإبنها بإتمام دراسته على أن يتكفل بالأجرة التي يتقاضها من الخياطة، هكذا كان الإنتقال البديع من حيّاكة الأثواب إلى حياكة ونسج الأفكار.

لم يكن اليتم (فقد والده وهو صغير) والفقر عائقين عن العلم والنجاح في الحياة، وحين كان يُنسب الآخرون من أقرانه إلى البيوتات الشريفة أو المال كان ينسب إلى جهده وعرقه وكفاحه فلقب (إبن ذِراعه)، اليتم حالة النبوة والعظماء والأولياء، والرعاية الإلهية تمنحك أبوة جديدة (أبوة العلم، أو الترقي في المقامات والولاية)، ولذلك العلائق البيولوجية ليست هي وحدها أساس الحياة.

فالعلائق القلبية والروحية والعلمية قد تكون المغنية التي تحدث التغيير والنجاح في الحياة. إبن زكري تمكن من علم العقائد فكتب منظومة عقدية في التوحيد عدد أبياتها ألف وخمسمائة، فيها التوحيد والنبوة والإمامة وهي أبواب الكلام، وفيها الرد على المعتزلة والشيعة وفيها الزهد والتصوف.

كما يحضر المنطق الأرسطي في الرّد والحجاج، وكتب في الفقه على شرح لابن الحاجب (بغية الطالب) وشرح ورقات الجويني (غاية المرام)، وهي أعمال طبعتها وزارة الشؤون الدينية حين تشرفنا بإدارة الثقافة بها، وحقق ودرس معظم أعماله الشيخان محند إيدير مشنان وعبدالرزاق دحمون (كلية أصول الدين بالعاصمة).

ابن زكري خالف عبدالكريم المغيلي في مسألة هدم بِيَعَ (كنائس) اليهود بتوات ورأى ذلك لا يجوز واعتبره تشغيبا وفتنة واستحضر آراء من سبقه من العلماء في مسألة اليهود وكيف التعامل معهم ووافق في ذلك العصنوني ساكن توات وخصم المغيلي في هذه المسألة.

نتساءل هل هناك مسجد في تلمسان التاريخية والحاضرة اليوم باسم بن زكري ؟ وما هو حضوره اليوم في قضايا العقيدة والأشعرية وحوار الأديان؟

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram