زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر التي دامت ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون,كانت جد ناجحة إذ توجت بالتوقيع على اتفاقيات و مذّكرات تعاون تخّص عدة مجالات مما يعكس إرادة البلدين في بناء شراكة استراتيجية.
و من بين نتائج هذه الزيارة التوقيع على مذكرة تعاون تقضي بإنجاز طريق بري يربط بين مدينتي تندوف و الزويرات على مسافة 800 كلم,يعد مشروع المعبر الحدودي بين البلدين الذي أنجز لفائدة المتعاملين الاقتصاديين و المواطنين الموريتانيين و الذي من شأنه أن يفتح محاور طرقية دولية هامة تمكن المتعاملين الجزائريين من الانفتاح اقتصاديا على الأسواق الإفريقية.
كما توجت الزيارة بالتوقيع على اتفاقية تعاون في مجال التعليم العالي و البحث العلمي.و كذا بروتوكول اتفاق تعاون في مجال الصّحة و مذّكرة تفاهم في مجال التكوين المهني و أخرى تتصل بقطاع المؤسسات و بروتوكول بين الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين و الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين يتعلق بإنشاء مجلس الأعمال الجزائري-الموريتاني ناهيك عن تعزيز روابط الأخوة.
هذا التحرك الجزائري الواعد في المنطقة بعد الزيارة المثمرة للرئيس تبون للجارة تونس في إطار تعزيز التعاون بين البلدين,و تمتين أواصر الأخوة مع الأشقاء العرب,جعل النظام المغربي في حيرة من أمره بعدما كان يتوّهم بأن المغرب قوة إقليمية لها ثقل في المغرب العربي و إفريقيا,ليجد نفسه في عزلة سياسية زادها تأزّما تدهور العلاقات مع إسبانيا و ألمانيا بغّض النظر عن العزلة الجغرافية التي أصبحت أكثر وقعا بعد غلق المجال الجوي الجزائري.
و استمرارا في مواقفه العدائية راح المخزن يغرّد خارج السرب من خلال أبواقه المأجورة و يصف زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر بالفاشلة في محاولة لتغليط الرأي العام المغربي دون إيجاد تفسيرات مقنعة,اللّهم إلا أكاذيب واهية منها تارة الزعم بأن هدف الزيارة هو التوسط لعودة العلاقات بين الجزائر و المغرب و تارة الإفتراء پأن إستقبال الوفد الموريتاني بالجزائر كان فاترا و هو أمر لايصّدقه عاقل.
ففي تهريج للإستهلاك المحلي لم يجد الأستاذ الجامعي المغربي و المحلل منار السليمي من تعليق على زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سوى التهكم على مراسيم الاستقبال بأسلوب غبّي لا يتفوه به حتى رجل الشارع دون إحترام عقول الشعب المغربي الذي هو اليوم حائر في معيشته بعد تفاقم الفقر و المرض و الجهل.
المتتبع للشأن المغربي أصبح يلاحظ پأن مثل هذه المهدئات المبنية على المقارنة مع الجزائر التي لا ترتكز لأسس علمية و موضوعية أصبحت لا تجدي نفعا,بالنظر للغليان الشعبي داخل المملكة الذي يزداد من يوم لآخر و الذي يقابله قمع وحشي قد يؤدي إلى إنفجار لا محالة.
يقول قائل “يعيرون الآخرين و العيب فيهم”. ألا يكون أفضل لهم أن يهتموا بشؤونهم و يتركوا الجزائر لحالها.
الجزائر التي التزمت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى و التي تسعى بعزيمة و ثبات إلى بناء دولة القانون و إلى تحقيق الرفاهية لشعبها.