يرجع نسب السيدة لالا الزهرة والدة الأمير عبد القادر الجزائري إلى ذرية ولي الله الشيخ سيدي اعمر بن دوبة تقول الروايات أنه أسلم على يدها أزيد من 100 جندي من الإحتلال الفرنسي , اشتهرت بتطبيب جرحى المجاهدين أثناء مقاومة إبنها الأمير عبد القادر و كانت بارعة في معرفة أنواع الأعشاب.
هي الفاضلة الطاهرة أم الأمراء وواسطة عقدهم، أمير الجزائريين و مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة عبد القادر بن محي الدين الإدريسي القرشي الصوفي.
السيدة لالة الزهرة بنت الشيخ بن آمنة بن دوخة العمراوي، من ذرية ولي الله الشيخ سيدي أعمر بن دوبة , وُلدت رحمها الله سنة 1788 للميلاد، في بيت علم وصلاح.
تزوجها شيخ الجماعة الإمام القادري سيدي محي الدين بن مصطفى بن المختار بن عبد القادر بن أحمد الحسني (سيدي قادة المشهور بمعسكر).
وخلفت منه العلامة المجاهد الناسك الأمير عبد القادر سنة 1807م، والسيدة خديجة سنة 1813م (تزوجها الخليفة مصطفى بن التهامي).
يقول صلاح الدين بن نعوم باحث متخصص في التاريخ و الحضارة الاسلامية أننا لا نعرف عن مناقبها الكثير، إلا أنها اشتهرت أثناء مقاومة إبنها الأمير عبد القادر بتطبيب جرحى
المجاهدين، وكانت بارعة في معرفة أنواع الأعشاب وخواصها، ولمهارتها في هذا الميدان، كانت تُشرف بنفسها على مرضى وجرحى كبار الدولة.
ونجحت في مواقف عديدة من معالجة حالات خطيرة جدا… وشهرتها في هذا الميدان جعلها من بين إهتمامات جواسيس الإحتلال الفرنسي، وذُكرت في أكثر من تقرير لأكثر من جاسوس .
كما عُرفت رحمها الله بمواقفها النبيلة إتجاه الأسرى أو السبايا من أهل الذمة، فقد كانت وهي في خيمتها من دائرة الأمير من الزمالة تطهو الفطور والغذاء للنسوة الأجنبيات وتأكل معهن، وتوصي الخادمات بهن.
وهذا ما عهدناه من بيت سيدي محي الدين الذي مثّل وعائلته الإسلام أحسن تمثيل، حتى دخل النصارى (الأعداء) في دين الله، عُدّ منهم سنة 1841 أكثر من 100 جندي من الإحتلال أعلن إسلامه.
ومنهم من استشهد دفاعا عن الأمير و عائلته… رحمهم الله , توفيت لالة الزهرة رحمها الله تعالى حوالي سنة 1868م، وحضر ابنها الأمير دفنها، ورثاها بعد ذلك فقال في مطلع رثائه:
جاورت يا لحدها في الشام يحياها * وأنت يا روحها بشراك في طه
ولا أقول اختفى في الرمس هيكلها * ولكن أقول سماء الشمس موطاها