انتفض رئيس اتحاد الكرة الكاميروني و اللاعب الدولي السابق و الذائع الصيت في الملاعب الأوروبية “صامويل إيتو ” مؤخرا على أعلى هيئة كروية عالمية التي يقودها “إينفانتينو” في موقف يحسب له و لبلاده و للقارة الإفريقية جمعاء.
“إيتو “الذي طالما عانى من ويلات التمييز العنصري خصوصا من قبل المدرب الكاتالوني “جوارديولا ” أراد من خلال تقّلده زمام المسؤولية الكروية رّد الاعتبار للرجل الإفريقي , حيث إضافة لإصراره على إجراء منافسة “كان” إفريقيا في موعدها في حين رفض الأوروبيون ذلك بمعية المصريين و المغاربة , أدخل تعديلات جديدة على البروتوكولات حيث جعل أساطير الكرة الأفارقة في المنصة الشرفية في الصف الأول خلال المباراة الإفتتاحية بينما يأتي الأوروبيون الذين يقودهم الكاردينال “إينفانتينو” في الصف الثاني.
طبعا هذا التصرف لم يعجب رئيس “الفيفا” الذي ألف خنوع و خضوع إتحاديات العالم الثالث , و اعتبره إهانة للشخصية الأوروبية لكن “إيتو” لم يكتف بلغة التأديب هذه بل راح يطالب على لسان القارة السمراء بمقاعد إضافية في العرس الكروي العالمي , و هو ما لم يهضمه السويسري “جياني إينفانتينو” و الذي اشتدت القبضة الحديدية بينه و بين اللاعب البرشلوني السابق.
تأتي هذه المواجهة لتخرج إلى العلن في خضّم ما يشهده العالم الرياضي على وجه الخصوص بشأن التمييز العنصري , خصوصا ما بين الرجل الأسود و الأبيض في الميادين الرياضية العالمية، و ما خلّفته قضية مقتل جورج فلويد على يد شرطي متغطرس من استياء لدى مشاهير الرياضة في العالم.
أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان حوادث أخرى من التمييز و خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر بيت الداء في مجال التمييز العنصري.
و لعّل الرياضي رقم واحد الذي حارب ظاهرة التمييز العنصري في بلاد العّم سام في سنوات الستينات و السبعينات و طيلة حياته هو بطل العالم في الوزن الثقيل المرحوم “محمد علي كلاي”.
و تعددت مظاهر التمييز العرقي على عدّة أوجه بعدها في الملاعب الأوروبية حتى أصبح بعض العنصريين يرمون بالموز لبعض اللاعبين ذوو البشرة السمراء في تعبير يخجل القلم أن يفصح عنه , ناهيك عن رميهم قطع الخبز أيضا كعبارة منهم بأن اللاعبين الأفارقة حسّنوا أوضاعهم المعيشية في أوروبا .
كل هذه التصرفات اختزلها “صامويل إيتو” الذي لقي مساندة غير مسبوقة من عدة نجوم كرويين على غرار “روجيه ميلا” , من أجل الضغط على إعادة الاعتبار للقارة السمراء و إيقاظها من سباتها العميق الذي دام قرون و سنين عانى فيها الأفارقة من ظلم الإستعباد و نظام الرّق و الإستعمار الذي لم يبق على الأخضر و اليابس في موطن أول إنسان على وجه الأرض.