ما قل ودل

على مقربة من احتضان الحدث المتوسطي…المقال تحكي تاريخ الباهية وهران

أحد مناظر قصبة وهران العتيقة

شارك المقال

لا تزال مدينة وهران في كل مرة تكشف عن أثارها سواءا كانت مطمورة تحت الأرض أو مغمورة تحت الماء أو مكتوبة في المخطّطات و حتى محفوظة في صدور الشيوخ و العجائز الذين تناقلوا الحكايات الشفهية التي تشير لتاريخ وهران اللامادي على وجه الخصوص.

و جريدة “المقال” بادرت في التنقيب على التراث المادي و اللامادي لمدينة الباهية , خصوصا و نحن على عتبة تنظيم حدث رياضي دولي خلال هذه الصائفة و يتعلق الأمر بالألعاب المتوسطية لذلك بات لزاما علينا كإعلاميين التعريف بالمدينة من جانبها التاريخي و البداية اليوم ستكون مع قصبة وهران العتيقة.

تعتبر قصبة وهران من أقدم أحياء مدينة الباهية على الإطلاق بعد قرية إفري (راس العين)،فمن المستحيل الحصول على الزمن الذي بنيت فيه القصبة، فقد تعّرضت القصبة مرارا الى التهديم والتخريب , فهدم الكاردينال الإسباني خيمينيس جزءا منها عام 1509، ثم جدّد الاسبان بناءها عام 1589،وأحاطوها بسور خلال الفترة الممتدة بين 1665م 1682م ،وأحدثوا بها بعض الحصون والمنشآت للحماية والدفاع.

وعندما فتح الباي بوشلاغم وهران سنة 1708م اتخذ القصبة مقرا لسكناه وحكمه لمدة ربع قرن ، وجدد ما أمكن تجديده من عمرانها ، وبنى مخزنا وحمامين ما يزالان حتى اليوم في أسفل مسجد الباي محمد بن عثمان الكبير.

كان هناك بالفعل ” القلعة ” وأن الإسبان أسموها “كاستيلو فيخو “يعني ” القلعة القديمة” و هو ما يرجّح أنها كانت موجودة قبل الغزو الإسباني حيث تم إكتشاف قبر قديم وعدة معالم تاريخية بالقصبة القديمة بحي ” سيدي الهواري ” العتيق بمدينة وهران.

وقد عثر على هذا القبر الذي يبلغ طوله مترين و يوجد داخل صندوق منحوت بالحجارة المصقولة قرب حصن الجرس (لاكمبانا) بأعالي القصبة القديمة لوهران.

ويدّل وجود هذا القبر داخل قصبة وهران القديمة على أن تاريخها لا يرجع إلى سنتي 902 و 903 الميلادي كما هو معتقد وإنما إلى ما قبل هذا التاريخ.

كما تم اكتشاف الأسوار التي يرجع تاريخها إلى عهد المرينيين وكذا البوابة القديمة لفترة الزيانيين والتي توجد في حالة يرثى نظرا للإهمال الذي عانت منه.

وإستنادا إلى المخططات القديمة لمختلف الحقب التي عرفتها وهران والتحقيقيات التي قام بعض الأكاديميون و كذلك بعض الجمعيات التي تعنى بتاريخ المدينة بعين المكان تم العثور

أيضا على الحمام التركي الخاص بالباي بوشلاغم (1708-1732) الذي لا يزال في حالة جيدة ويمتاز بقبب ذات الشكل الحلزوني وكذا المعبر الرئيسي للأنفاق التي تربط القصبة بباقي الحصون الإسبانية.

و يرى العارفون بخبايا علم الأثار و التاريخ القديم أن وهران تحوي في طيّاتها أثارا لو أحسن استغلالها لأصبحت تضاهي أشهر المدن التاريخية كيف لا و هي تعتبر بوابة إفريقيا و جسر نحو الضفة المقابلة فلقد شهدت عدة حقب تاريخية لامعة في عهد الدولة الأموية في الأندلس إلى غيرها من الحقب الزاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ.

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram