لا يمكن اعتبار مواجهة المحاربين أمام منتخب سيراليون بالمباراة التي يمكن اتخاذها مقياسا لأشبال الكوتش جمال بلماضي , حيث كانوا تائهين و غائبين على طول الخط خصوصا خلال المرحلة الأولى.
لم يؤد معظم كوادر منتخبنا الوطني ما كان مرجوا , منهم بل بالعكس ضيّعوا فرصا لا تعوض بثمن أمام حارس يمكن القول أنه صاحب تعادل بلاده مع الجزائر , حيث وقف سّدا منيعا أمام هجمات كل من سليماني , براهيمي , بلايلي الذي يمكن القول أنه أقلق دفاع سيراليون نوعا ما لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة.
و حتى رياض محرز الذي برع في ترويضه لعدة كرات جاءت عبر تمريرات عرضية لم يستطع إقلاق برودة أعصاب الحارس السيراليوني الذي تصدى لمعظم التسديدات بروعة و تألق منقطع النظير الأمر الذي أهله بحصد لقب رجل المباراة بكل جدارة .
الحديث عن هذه المباراة يقودنا حتما أيضا لعدم الإنتشار المناسب للاعبي الخضر , حيث ما فتئ لاعبو الخصم أن يمتصوا هجمات رفاق “بونجاح” الذي كان خارج الإطار و يحولونها لهجمات ذكية لصالحهم , و لحسن حظ المحاربين فإن منتخب سيراليون لم يكن يملك رأس حربة حقيقية و إلا لكانت النتيجة ستشكل مفاجأة من العيار الثقيل.
و رغم انتهاج الكوتش جمال بلماضي لخطة هجومية في المرحلة الثانية إلا أن لا بن رحمة و لا بونجاح و بندبكة لم يكونوا في يومهم مضيعين فرصا حقيقية , الأمر الذي يستلزم إعادة الحسابات من جديد في صفوف الخضر.
لأنه إن لعبنا هكذا في اللقاءات المقبلة فحتما سنواجه صعوبات من خصمين ثقيلين من عيار غينيا الإستوائية و كذلك فيلة كوت ديفوار , لذلك نرجو أن تحّل العقد في قادم المباريات لكي يكون القادم أفضل , لأنه بصراحة مباراة سيراليون يجب وضعها في أرشيف النسيان لكي يكون خيرها في غيرها مثلما تقول العجائز في بلادنا.