بينما دّب التخاذل في نفوس البعض عندما تعادل محاربو الصحراء سلبا في أول لقاء لهم في بطولة ال”كان” , أطلق العنان للأفراح و أقيمت الأعراس و نصبت الموائد في سيراليون لا لشيء سوى لتحقيق التعادل مع منتخب الجزائر حتى أن حارس مرماهم ظهر باكيا خلال تسليمه درع رجل المباراة و اعتبر الأمر إنجاز كروي عالمي .
ففي حين يعتبر بعض المرضى النفسيين أن الخضر قد قضي عليهم , نذكّرهم حينما كانت أضعف المنتخبات الإفريقية تتغاضى عن مواجهتنا ودّيا قصد التحضير للمنافسات الرسمية بينما أضحت الدعوات الآن تتهاطل على أشبال الكوتش جمال بلماضي من كل حذب و صوب و من أعتى الخصوم العالميين , لعل أبرزهم “لاروخا” التي يجب أن تنهض باكرا كي تحلم بمشاهدة أحد مبارياتها الرسمية فمابالك بمقارعتها على أرض الميدان.
لهجة الإنكسار لدى بعض المحلّلين الذين لم يسبق لهم التتويج حتى مع الفئات الصغرى في الأقسام السفلى , تشير بأن المقصود هو جمال بلماضي و كأن الألوان الوطنية تختزل في شخص واحد و نحن من منبرنا سنلبس جبة المحامي و نظل ندافع عن الفريق الوطني لأننا نعتبر أن دفاعنا عن المنتخب مهمة وطنية نبيلة.
فالتعادل أمام سيراليون يمكن اعتباره درسا تكتيكيا أو اعتبروه كما شئتم , خصوصا و أنه جاء في مستهل الدور الأول من المنافسة و يجب التماس الأعذار للمحاربين فهم قادمون من أعتى البطولات العالمية و ضحّوا بمستقبلهم الكروي كما فعل أسلافهم من قبل في منتخب الأفالان من أجل رفع الراية الوطنية فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
فعوض الخوض فيما لا يعنينا من خطط تكتيكية و كذا اختيارات تقنية للكوتش بلماضي , بات لزاما على الجزائريين خصوصا من يتصّيدون الهفوات و يصطادون في المياه العكرة أن يلتفوا حول الفريق الوطني الذي جلب لهم “الكحلوشة ” من أرض الكنانة في وقت كان مجّرد التأهل للدور الثاني يعتبر حلما غير مشروع.
و لنأخذ العبرة أيضا من الإسبان حينما توّجوا بمونديال 2010 بجنوب إفريقيا ثم اقصيت بعدها “لاروخا” من منافسة كأس العالم في البرازيل من الدور الأول , لكن تصرف جماهيرها كان مغايرا حيث استقبل المنتخب الإسباني لدى عودته في المطار بالورود اعترافا لهم بمشاركتهم التي لم يوفقوا فيها فخدوا العبرة من جماهير بلاد الأندلس.