و الباهية كما يعرفها الجميع ليست فقط بشواطئها و فنادقها و مرافقها بل هي أعمق و أجمل من ذلك بمعالمها الأثرية الفريدة التي يجهل عنها الكثير , وأحياناً قد يكون أبناء المنطقة أنفسهم لا يعرفون عنها شيئاً , في ظل التسارع الرهيب لوتيرة المعيشة في المدن الكبرى وعدم اكتراث الكثيرين لتاريخهم وماضيهم بسبب التعتيم وبفعل ثورة الهواتف الذكية.
عند الحديث عن القصبة فإن الكثيرين سيذهب تفكيرهم بصورة لاإرادية إلى قصبة العاصمة العريقة التي كانت ولا تزال شاهدةً على تاريخٍ أصيل كتبت حروفه بلغاتٍ ولهجاتٍ عديدة.
لكننا بصدد الحديث على قصبة وهران أقدم قصبة بالجزائر و التي تعود جذورها إلى سنة 902 ميلادي , و تقول روايات الباحثين و المؤرخين أن تأسيس هذا المعلم التاريخي العظيم و الممتد على مساحة 5.5 هكتار من أعالي منطقة “رأس العين” الى حي “الدرب”.
يعود إلى الخليفة الأموي في بلاد الأندلس عبد الرحمن الداخل المكنّى بصقر قريش و تقول رواية أخرى أن بحّارة أندلسيون مروا بخليج وهران فأعجبتهم طبيعة المنطقة نظراً لاعتدال مناخها و كرم سكانها فقرروا العيش والاستقرار بهذه المدينة الباهية الجميلة لكن رغم هذا التاريخ المفعم بالحقائق الذهلة باتت قصبة وهران تبكي حالها جراء الإهمال حيث أضحت أطلال كالجسد بلا روح .
شهدت المدينة سنة 1145 ميلادي معركةً حامية الوطيس بين دولة المرابطين و دولة الموحدين على أرض وهران و لم تصمد جيوش الخليفة المرابطي تاشفين بن علي -حفيد المؤسس يوسف بن تاشفين- أمام قوة جيش الموحدين الجرّار ما دفعه للاحتماء بقصبة وهران و الإختباء داخل أسوارها المنيعة و تتناقل الروايات أنه قضى بعد سقوط مميت من صهوة جواده بجبل “مرجاجو” لتتأكد سطوة عبد المؤمن بن علي الكومي إيذانا بتأسيس دولة الموحدين على أنقاض دولة المرابطين .