يبدو كاردينال ال”فيفا” السويسري “جياني إينفانتينو” من خلال الزّلات و الأخطاء التي ما فتئت تتكرر في منافسة كأس إفريقيا للأمم التي تحتضنها الكاميرون أضحى مغتبطا و متمنيا الإخفاق الكلي لمنافسة “الكان” , فما يحدث في هذه التظاهرة الكروية التي تنتظرها القارة السمراء كل عامين يفوق الخيال.
و أصبحنا عوض أن نصّنف أي مباراة على أنها الأجمل و أيضا ننتظر بروز أي لاعب للعلن أضحت الغرائب و العجائب تحيط بالمنافسة و كأن الأمر يدّبر بليل , فالذي حدث في مباراة تونس و إيقاف حكم المواجهة للمباراة قبل خمس دقائق من انتهاء وقتها الرسمي يندى له الجبين , حيث أنه منذ أن عرف الإنسان الحديث رياضة كرة القدم لم يحدث شيء من هذا القبيل.
ناهيك عن عدم توفير حافلة في مستوى قامة و قيمة محاربي الصحراء الذين أصبحوا يذهبون للتدريبات في “الميكروباصات” و كأنهم مراهقون ذاهبون أو عائدون من مخيم صيفي , ضف إلى ذلك رداءة أرضية الملعب الذي أجريت عليه المباراة أمام منتخب “سيراليون” .
كل هذه النقاط أصبحت تحسب على “صامويل إيتو ” رئيس اتحادية الكاميرون الجديد الذي تحدى الفيفا علنا , لكن لغة التحّدي لم يقابلها المعني بتحضيرات جدية لاستقبال هذه التظاهرة الرياضية , بدءا بإنكسار مجّسم كأس إفريقيا في بداية الإفتتاح إلى ما نصل اليوم إليه من تجاوزات و عدم أحقية المنشئات في استقبال مباريات من عيار ال”كان” .
و يبدو أن ال”فيفا” لن ترضى عن إفريقيا حتى تتبع أوامرها و لن ترض عن “صامويل إيتو” حتى يصبح تابعا خانعا لها , و غير ذلك على الكاميرون مواجهة هذه العقبات انطلاقا بالوقوف على كل كبيرة و صغيرة على جميع الأصعدة , بدءا بتوفير الجانب الأمني و أيضا الوقوف على الشق التحكيمي دون نسيان السهر على منشئاتها الرياضية لأنها حتما ستكون تحت نيران سهام الإنتقاذات من الآن فصاعدا.
و رغم كل ما يحدث من خلال هذه النقائص نرفع نحن بدورنا كأفارقة القبعة ل”صامويل إيتو” و ” روجي ميلا” لأنهما خاضا في المحضور و أرجعا للقارة السمراء هيبتها و لو باللسان و ذلك أضعف الإيمان.