ما قل ودل

الجزائر أول دولة هبّت لمساعدة الموريسكيين

صورة تحاكي الإنزال الجزائري على الشواطئ الإسبانية

شارك المقال

يشهد التاريخ أن الجزائر كانت قوة بحرية عظمى و استطاعت في أوج قوتها أن تنقذ حتى سكان بلاد الأندلس التي سقطت أمام حرب الإسترداد التي قادها الملكان الكاثوليكيان إيزابيلا و فرديناد بعد استرجاعهم لغرناطة آخر معاقل المسلمين و العرب في الأندلس , ليبدأ عصر محاكم التفتيش و هنا برزت الجزائر كأول قوة مناصرة للإخوان في الدين الموريسكيين الذين فرض عليهم التنصير بالقوة و في هذا الفصل من التاريخ كتبت الجزائر حضورها بمداد الذهب ستروي جريدة “المقال” بعض حلقاته في إيجاز بينما هو يحتاج لبحيرة من المداد من أجل تدوينه.

بداية مساعدة الإخوان في الدين و الملة الموريسكيين كانت في يناير سنة 1568م حيث قام داي الجزائر “قلج علي” بإرسال أسطول الجزائر لتأييد الثائرين الأندلسيين في ثورة البشّرات في محاولتهم الأولى , وحاول إنزال الجند العثماني الذين كانوا تحت لواء الجيش الجزائري في الأماكن المتفق عليها مع المسلمين في الأندلس , لكن الإسبان كانوا قد عرفوا ذلك بعد اكتشاف أحد خونة الأندلس المخطط فصّدوا الإنزال بالمدافع و هبّت زوابع الشتاء القوية في البحر فأصبح الأسطول الجزائري يقاوم الأعاصير من أجل الوصول الى أماكن أخرى من الساحل ينزل بها المدد المطلوب.
إلا أن قوة الزوابع أغرقت 32 سفينة جزائرية تحمل الرجال والسلاح وتمكنت ست سفن من إنزال شحنتها فوق سواحل الأندلس، وكان فيها المدافع والبارود والمجاهدين ثم تمكن “قلج علي” من إنزال أربعة آلاف مجاهد وبعض من قادة المجاهدين الجزائريين ، للعمل في مراكز قيادة جهاد مسلمي الأندلس وعاد الحلفاء العثمانيون فأرسلوا دعماً جديداً للثورة الأندلسية، و أرسل السلطان سليم الثاني إلى قلج علي في 31 مارس 1570م تقول ( … عليك بالتنفيذ بما جاء في هذا الحكم حال وصوله وأن تعاون أهل الاسلام المذكورين بكل مايتيسر تقديمه لهم وأن الغفلة عن الكفار-أصابهم الدمار- غير جائزة.
لكن سرعان ما اكتشفت المخابرات العثمانية في إيطاليا أن البابا بيوس جمع أسطولا صليبيا (507سفينة) لدحر أسطول الجزائر و أسطول الحلفاء العثمانيين ثم الإنقضاض على إسطنبول و جعلت أوروبا إمرة اسطولها الضخم تحت قيادة أير البندقية الإبن الغير الشرعي لشارلكان و أميرال الإسطول الإسباني ألكساندر دي فارناس.
يتبع

المصدر: مذكرات عن تاريخ الجزائر

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram