ما قل ودل

الجزائر كادت أن تجعل من إسبانيا أرضا إسلامية مجددا

صورة لأحدى المعارك البحرية الجزائرية قديما

شارك المقال

في الحلقة الثانية و الأخيرة من قصة سيطرة الأسطول البحري الجزائري على حوض البحر المتوسط و كذلك مساهمته في نصرة إخوان الدين من المضطهدين الموريسكيين من قبل محاكم التفتيش نروي لكم كيف حط رياس البحر الجزائريين في أراضي الأندلس و أثخنوا فيها و أخدوا الغنائم.

فبالعودة للحلقة السابقة نجد أنه كادت تعود الأندلس لحضيرة الإسلام عبر هجوم مزدوج جزائري عثماني لكن سرعان ما اكتشفت المخابرات العثمانية في إيطاليا أن البابا بيوس جمع أسطولا صليبيا (507سفينة) لدحر أسطول الجزائر و أسطول الحلفاء العثمانيين ثم الإنقضاض على إسطنبول و جعلت أوروبا إمرة أسطولها الضخم تحت قيادة أمير البندقية الإبن الغير الشرعي لشارلكان و أميرال الأسطول الإسباني ألكساندر دي فارناس.

فانسحب الأسطول الجزائري المرابط على سواحل الأندلس ليستعد مع أسطول الخلافة لمواجهة تحالف أوروبا بأكملها وبعد تعاقب طويل و خيانة العملاء وصلت معلومات حساسة لدون خوان حول أماكن تواجد قطع الأسطول العثماني و الأسطول الجزائري و توزعها في البحر المتوسط لتحصل معركة “ليبانتو” بين العثمانيين وتحالف أوروبي ، و التي انتهت بهزيمة العثمانيين.

لكن بعد أقل من عام عاد الجزائريون للإنتقام لما يحدث لمسلمي الأندلس من تعذيب و تنكيل ، فقامت 220 سفينة عثمانية و جزائرية بحصار و تدمير سواحل إيطاليا الجنوبية و سواحل إسبانيا حتى هجر الناس الجنوب الأوروبي خوفا من الأسر.

في ذلك يقول روبرت دافيز، أستاذ التاريخ بجامعة أوهايو الأمريكية أن معظم سواحل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا كانت خالية من السكان ، نتيجة هجمات الجهاد البحري ، كما ذكرت إحصائية غربية أن حوالي مليون أسير أوروبي بيع في سوق الجزائر العاصمة خلال تلك القرون.

و في سنة 1582 م توجه الأسطول الجزائري لإنقاد ما تيسر من مسلمي الأندلس المحتجزين في أقبية محاكم التفتيش الرهيبة فنزل في برشلونة فأعمل فيها تدميراً ثم عبر مضيق جبل طارق وهاجم جزر الكناري التي تحتلها إسبانيا فدّمر المراكز العسكرية وغنم ما فيها وفي 1584م أبحر حسن فنزيانو بأسطوله على بلنسية وحمل أعداداً كبيرة من مسلمي الأندلس كما استطاع في السنة التالية إنقاذ جميع سكان كالوسا إذ حملهم إلى الجزائر وفي السنة بعدها توغل القوبودان مراد رايس في المحيط الأطلسي و أغار على جزر الكناري وغنم منها غنائم كثيرة بما فيهم زوجة حاكم تلك الجزر.

و من أجل إنصاف التاريخ كان بإمكان الجزائر أن تعيد إسبانيا لحظيرة الإسلام مجددا لو وجدت المساعدة في حملاتها العسكرية لكن مثلما يقال تلك سنة الله في خلقه و تلك هي مشيئة الله.

الجزائر أول دولة هبّت لمساعدة الموريسكيين

المصدر: مذكرات عن تاريخ الجزائر

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram