ما قل ودل

إبن زكري التلمساني يؤيّد الثوّرة ضدّ الذين تخلّوا عن سبتة ومليلية

المغرب لا يزال يحلم بتحرير سبتة ومليلية

شارك المقال

“سُئِلَ أَبُو العَبَّاسِ بْنُ زَكْري رحمه الله: مَا تَرَوْنَ في هَذا الرَّجُلِ الشَّريفِ القَائِمِ بأَمْرِ الجِهادِ الآنَ في المَغْربِ الأقصَى منْ حَوْزِ سَبْتَةَ وإخْوَتهَا.

هَلْ فِعْلُهُ جَائِزٌ شَرْعًا، لِكَوْنِ سُلطَانِ تِلكَ الأَوْطانِ صَالَحَ المُشْرِكينَ، والمَوْضعُ الّذي هُوَ فيه هَذا الشَّريفُ داخِلٌ في أعْمالِ السُّلطَانِ المَذْكُور، والفَرْضُ أنَّ هَذا الصُّلْحَ لَمْ يَقَعْ إلاَّ بَعْدَ اطِّلاعِ العَدُوِّ على عَوْرَاتِ المُسْلمينَ اطِّلاعًا كُلِّيًّا.

وأَمْرُ البِلادِ المَذكُورةِ في غَايَةِ قُوَّة الجُنْدِ والسِّلاحِ، وبَيْتُ المَالِ على خَيْرٍ؟ هَلْ فِعْلُ هَذَا الشَّريفِ مُبَاحٌ بهَذا المَعْنَى أَمْ لاَ؟، والفَرْضُ أنَّ المَذْكُورَ لَهُ مُدَّةٌ تَنِيفُ عَلَى الِعشْرينَ سَنَةً، هَلْ يَسُوغُ ذلكَ أمْ لاَ؟”.
جواب ابن زكري…

فَأَجَابَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ القَائِمُ بالجهَادِ آمِنًا في حِزْبِهِ ونَفْسِهِ مِنْ غَائِلَةِ مَنْ يَمْنَعُهُ مِنْ جِهَادِ العَدُوِّ، جَازَ لَهُ قِتَالُ الكُفَّارِ، بِحَيْثُ يُؤْمَنُ أنْ يَقْتُلَ العَدُوُّ المُسْلمِينَ في غَيْرِ مَوْضِعِ الشَّرِيفِ المَذْكُورِ.

وَأَمَّا الصُّلْحُ المَذكُورُ فَغَيْرُ مَاضٍ، لِمَا فِيهِ مِنْ تَقَوِّي العَدُوِّ، وَضُعْفِ المُسْلِمِينَ في تِلكَ المُدَّةِ، وغَايَةُ مَا يَقَعُ الصُّلْحُ فيهِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ و عَدُوِّهِم السَّنَتَانُ والثَّلاثُ، والله المُوَفِّقُ بِفَضْلِهِ”.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram