سنرفع سقف العارضة اليوم و نتحدث عن تحّول لاعب من مجرد قلب هجوم تسيّد في الخط الأمامي للفريق البلجيكي إلى ماركة مسجلة يهابها خيرة حرّاس المرمى العالميين.
صاحب البنية المورفولوجية العالية والبشرة السوداء الداكنة يظّن كل من يراه للوهلة الأولى أنه بطل للفن النبيل في الوزن الثقيل،إنه روميلو لوكاكو فنجاحه يعتبر قصة كتبت بالألم و المحن و العرق و الدموع و لا زالت سطورها تكتب لحد الآن على مقاس ملحمة هيمينغواي التي يحكي فيها عن الصيّاد العجوز و السمكة الضخمة .
اخترنا لوكاكو على وجه التحديد لأن قصته يمكن أن تلهم الرياضيين و غير الرياضيين على حد سواء، فأبطال هذه القصة هم ثلاثة أم لوكاكو و كونتي و لوكاكو نفسه .
نبدأ بشطر القصة الأول مع الأم المثالية التي ناضلت و احتملت العوز و الفقر لإطعام لوكاكو الصغير كما يروي في سيرته الذاتية و طالبت منه أن يتبع حلمه من السفح إلى القمة.
أما الشطر الثاني للقصة فهو لوكاكو نفسه الذي حارب العنصرية و نكران الجميل و آثر التقاعد عن كرة القدم إن كانت تجلب العار لأن عزّة نفسه كانت فوق كل اعتبار.
والشطر المتبقي من الحكاية لا زالت تروى لحد الآن و صاحبها المدرب كونتي الذي استطاع أن يلعب مع لوكاكو دور المدرب و الدكتور النفساني ضاربا بذلك مثالا في الإنسانية و كذا في فروسية التدريب حيث استطاع الكوتش الإيطالي أن ينسي روميليو في عنصرية الإنجليز في مانشستر.
و أرغمه عنوة على فقدان وزنه عند استقدامه للنيراتزوري و أخرج المارد الذي كان مختبأ في داخله حتى أصبحت الأهداف تتهاطل على الإنتر سابقا و تشيلسي حاليا و أيضا منتخب بلجيكا من كل حدب و صوب فبشرى لكونتي و مزيدا من التألق للوكاكو و يا ليت كل المدربين يصبحون كبطل قصتنا كونتي فهل من معتبر ؟