ما قل ودل

قراءة في تحليل دراجي لإخفاق المحاربين في الكاميرون

حفيظ دراجي متفائل بعودة المحاربين لمستواهم

شارك المقال

تحدث المعّلق الرياضي حفيظ دراجي لوكالة رويتر عن خسارة الجزائر في كان 2021 بالكاميرون وعودتها إلى الديار ،مخيبة بذلك الجمهور الجزائري الذي شعر بخيبة أمل، وإحباط كبيرين ، ويأملون في محو الهزائم والخيبة بالتأهل الى مونديال قطر.

يقول دراجي : “بلغة الأرقام، قد تكون الإجابة عن هذا السؤال بسيطة، ولا تحتاج إلى فلسفة ويكفي القول إن مردود المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا كان سيئاً، حيث خسر مباراتين وتعادل في واحدة بعدما سجل هدفاً واحداً وتلقى أربعة، وهو نفس السيناريو الذي حدث في كأس أمم إفريقيا 1992، أي سنتان بعد تتويجه باللقب القاري الأول بنفس الرصيد من النقاط والأهداف المسجلة والتي تلقاها.

وللمفارقة بنفس الخسارة من كوت ديفوار آنذاك، وكأن التاريخ يعيد نفسه مع الجزائر كما مع الكثير المنتخبات الإفريقية حاملة اللقب، لكن اللافت هو توقف سلسلة المباريات دون خسارة عند الرقم 35 أمام منتخب غينيا الاستوائية الذي لم يكن بنفس قوة المنتخبات التي واجهها المنتخب الجزائري على مدى ثلاث سنوات.

هذا الأمر الذي شغل الرأي العام في الجزائر وخارجها رغم التحليلات والتبريرات المتداولة عن الرطوبة والحرارة وأرضية الميدان السيئة، بينما ذهب البعض الآخر إلى تقديم تفسيرات ذاتية فنية ونفسية تتعلق بخيارات المدرب ومردود اللاعبين.

فيضيف دراجي أنه مهما كانت التبريرات فإن الكل يجمع على أن المنتخب الجزائري لم يكن يستحق التأهل إلى الدور الثاني في دورة الكاميرون بسبب الأداء المتواضع فردياً وجماعياً وحتى فنياً باعتراف المدرب بلماضي الذي لم يقدر على تغيير الأمور هذه المرة.

كما لم يقدر على تحفيز لاعبيه الذين كانوا في عالم آخر وفقدوا تركيزهم لدرجة لم يقدروا على رد الفعل فوق الميدان رغم قدراتهم الكبيرة التي لا يمكن أن تتراجع بهذه الحدة في ظرف زمني وجيز، حتى وإن ظهرت بعض الملامح في المباراتين الأخيرتين أمام بوركينا فاسو في دور المجموعات من تصفيات كأس العالم 2022 التي تعادلوا فيها ذهاباً وإياباً.

ضعف التحضيرات والوصول المتأخر إلى مدينة “دوالا” الكاميرونية، قد يكون واحداً من العوامل التي حالت دون تأقلم المنتخب الجزائري مع الأجواء في الكاميرون ودخول المنافسة بنفس القوة التي صاروا يتحلون بها منذ مجيء المدرب بلماضي في أوت من سنة 2018.

و من خلال وقفته التحليلية يضيف معلق “بيين سبورت” على ما حدث بعد الإقصاء حيث يرى أن مغادرة اللاعبين الجزائريين مدينة “دوالا” بعد المباراة مباشرة في اتجاه نواديهم بذلك الشكل حملت دلالات واضحة على سوء التنظيم ومدى تأثر لاعبي المنتخب الجزائري من الناحية النفسية بعد الإقصاء، ما غذّى مشاعر التخوف عند الجماهير من انهيار المعنويات قبل شهرين من المباراة الفاصلة المؤهلة لمونديال قطر ضد المنتخب الكاميروني.

في وقت اعتبر البعض الآخر أن الذي حدث سيكون مفيداً للمدرب ولاعبيه بعد الدعم الكبير الذي لمسوه عند جماهيرهم، وتحولهم في ظرف وجيز من منتخب مرشّح إلى آخر متراجع فاقد لكل الحظوظ أمام منتخب الكاميرون وهي الوضعية التي يحبذها وتناسبه في المواعيد الكبرى خاصة إذا توج المنتخب الكامروني باللقب القاري وصار المرّشح الأقوى للتأهل إلى المونديال.

العودة المبكرة للمنتخب الجزائري من الكاميرون قد تعجل بعودته إلى مستواه المعهود بالاعتماد على نفس اللاعبين دون الحاجة إلى تغييرات عميقة من المدرب بسبب ضيق الوقت، خاصة وأنهم مطالبين بالتعويض ورد جميل الجماهير الجزائرية التي بقيت وفية لهم رغم الأداء التعيس والنتائج المخيبة .

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram