رغم الأزمة الصّحية التي نّمر بها من خلال الوباء اللعين الذي بات المتحكم في اقتصادات الأمم و كذا الحركة الرياضية و الثقافية، نرجو أن تكون هذه المواسم بمثابة صفحة سلبية يجب نسيانها أو حلم مزعج يجب تناسيه لكن مثلما تقتضيه الحكمة فإن الأزمة في بلادنا ولّدت الهّمة حيث مثلما تمليه العبارة المتداولة في صفوف الجزائريين ” مازال الخير في بلادنا “.
حيث ظهر حجم التآزر و التلاحم خصوصا من قبل شريحة المجتمع المدني التي ضربت الجمعيات الناشطة في نسيجها الأمثال في خدمة المعوزين سواءا من خلال تدخلاتها التضامنية الميدانية خلال بدايات الزمن الكوروني أو حتى في شهر الصيام من خلال توزيع القفف الرمضانية على كل من ضاق به الحال.
و ضرب بذلك الجزائريون أروع الملاحم الإنسانية بدون رياء و دون انتظار رّد الجميل و هنا أظهر جل المشرفين على المجتمع المدني ومسيريهم أسمى معاني التسامح و التكاثف معلنين بذلك بأن الجزائر الجديدة لن تنكسر.
و التاريخ يشهد بأن بلادنا سبق لها و أن تغّلبت على العديد من الحروب و المظالم من قبل المستعمر الغاشم، فما بالك بالطواعين و ما شابه ذلك من الأمراض الخبيثة التي لم تستطع بفضل حنكة و تآزر الجزائريين أن تنال من وحدتهم و تماسكهم بوطنهم الأم.
و ما زاد التضامن الجمعوي رونقا هو وقوف نجوم الرياضة في بلادنا بكل أطيافهم و مختلف اختصاصاتهم إلى جانب الهّبة الشعبية التضامنية مع المعوزين.
حيث أبدع في فعل الخير كل من بلايلي و محرز و غلام و غيرهم كثيرون و القائمة لا تزال طويلة و برهنوا للعالم أن المجد لا يقاس في الميادين الرياضية فحسب بل يضاهيه أو يفوقه مرتبة من خلال الجود و الكرم لشعب آمن بنخبته حتى النخاع.
وهنا يجدر بنا الانحناء احتراما لما قدمه و يقدمه المجتمع المدني بكل أطيافه و كذا عناصر النخبة من خلال الإلتفاتة الإنسانية , و بالتالي نرفع القبعة لكل الجزائريين أينما حّلوا و أينما ارتحلوا و الرحمة لكل من سّلم الروح لبارئها في زمن الكورونا.