دخل السجن وعاش تجربة الربيع العربي داعيا إلى الابتعاد عن العنف وأن التغيير رسالة الأنبياء والإسلام وكان”التغيير واللاعنف” عنوان كتبه ومقالاته التي استوحى فيها من مالك بن نبي إذ قرأ “شروط النهضة” أربعين مرة وشرحه لأتباعه وجمهوره.
كما قال مبكرا ببطلان “قتل المرتّد” والدعوة إلى التعايش منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي في الوقت الذي كان فيه بعض من يتحدث اليوم عن ذلك يخشى قول ذلك ويجاري عاطفة الشباب المتحمس.
رحم الله سعيد جودت الذي قال أن العالم لم يبدأ من عندنا ولن ينتهي عندنا، فعليكم بالدعوة إلى الخير والتواصي بالتقوى والصبر، وأن جوهر التوحيد أرضي أي تجسيده في الواقع وانتصار قيم الخير والمحبة والتعاون وليس قضية ميتافيزيقية.
يغادرنا جودت سعيد في العالم الإسلامي ومازال العنف فيه يشّكل قناعة سياسية ودينية عند بعضهم.
رحمه الله كان منفتحا على العلوم والفلسفات قرأ فوكو وأركون وهابرماس، واشتغل بتربية النحل وأكل من حلال جهده، ولم يداهن أو ينافق في مواقفه واجتهاداته.