يعتبر صاحب الفضل لتنظيم شؤون الجالية الجزائرية في المهجر و يؤكد أن خدمته للجزائر تعتبر شرف ما بعده شرف حيث يصف ما يقوم به باعتباره رئيسا لاتحاد الجزائريين بالمهجر بمثابة درع واقي للسياسة الخارجية الجزائرية أو كما يشّبه ما يقوم به الإتحاد الذي يرأسه بمثابة ديبلوماسية موازية , إنه إبن الجزائر البار سعيد بن رقية المقيم حاليا في مدينة فالنسيا الإسبانية و يسعى على إيصال صوت المهاجرين الجزائريين للبلدان الأوروبية المقيمين فيها , هذا الشخص التقته جريدة المقال بمدينة وهران فآثرت التعريف بسفير الجالية الجزائرية في الخارج حيث نظرا للكم الهائل للمعلومات المستقاة من إبن مدينة غليزان آثرنا تقسيم الحوار إلى حلقتين قصد الوقوف على وضعية المهاجرين و مشاكلهم و كذا تطلعاتهم و آفاقهم…
بداية مرحبا بك السيد سعيد بن رقية ضيفا عزيزا في بلدك الأم الجزائر و في مدينة وهران و على منبر جريدة المقال الإلكترونية
و الله الشكر كله لأبناء بلدي الذي كل ما أغادره أتوق للعودة إليه من جديد فلا أخفي عليكم أن العلاقة بيني و بين بلدي الجزائر كعلاقة الجنين برحم الأم فلا أحد يستغني عن الآخر , و بالمناسبة أحيي قراء جريدة “المقال” الإلكترونية وكل عمالها من صحفيين و تقنيين و التي أتمنى لها دوام الرقي و البروز على مستوى الساحة الإعلامية الوطنية و كذا الدولية.
شكرا سيدي على هذا الإطراء و نبدأ من حيث الإنطلاقة فهل لك أن تعرف قرّاء جريدة المقال عن شخصكم الكريم؟
نعم أتشرف بتقديم نفسي فأنا من مواليد مدينة غليزان , عند نيلي لشهادة الباكالوريا آثرت اختيار دراسة اختصاص بيطرة بمدينة تيارت و أنهيت دراستي بحصولي على دكتوراه في الميدان و بما أنني من مواليد سنة 1974 فبعد تخرجي من الجامعة عشت كما عاش كل الجزائريين سنوات العشرية الحمراء التي كان وقعها أسود على الكل و مثل كل الشباب عانيت شبح البطالة و لم يثنيني ذلك عن طلب العلم خارج الوطن فقمت بمراسلة جامعة تولوز و قبلت من إدارتها و انتقلت للدراسة إلى فرنسا.
إذا زاولت دراستك أولا في فرنسا ثم ذهبت وجهة إسبانيا على ما أعتقد؟
لا يا أخي بمجرد بقائي في فرنسا لمدة شهر أحسست بخنقة كبيرة اتجاه هذا البلد حيث لا أخفي عنكم أنني لا زلت أكّن حقدا لفرنسا التي اغتصبت أرض أجدادي و قتلت ما زهاؤه أكثر من ستة ملايين من بني جلدتي أو أكثر طيلة استعمارها ناهيك عن سرقتها لكل ثروات بلادي و تركها تواجه الفقر و التخلف لقرن و إثنان و ثلاثون سنة , فأنا إذ أذكر هذه الأحداث فأنا لا أتفاخر أو أزايد في حب وطني بل بالعكس فقراءتي للتاريخ بتمعن و روية جعلاني أكره هذا البلد و هذا قناعة شخصية حيث اخترت عدم العيش فيه و لحد الآن لست متحمسا حتى لمجرد زيارته , لذا راسلت جامعة قرطبة بإسبانيا فتم قبولي و لجأت لبلاد الأندلس و التي أحمل جنسيتها حاليا.
إذا نرى بأنك اندمجت في المجتمع الإسباني فماذا يعمل بن رقية سعيد في بلاد الأندلس ؟
أنا حاليا رئيس مصلحة في شركة وطنية إسبانية مختصة بالنقل البري و اللوجيستيكي بمدينة فالنسيا الإسبانية متزوج من جزائرية و الحمد لله أب لثلاث بنات هم نور و ياسمين و هبة و الرابعة في الطريق لينا نتمنى لها الوصول بخير – يقولها مازحا – .
حدثنا عن كيفية اقتحامك لميدان العمل الجمعوي الذي يخدم الجالية الجزائرية في إسبانيا ؟
قبل التحاقي بالشركة التي أعمل فيها حاليا كنت أعمل وسيطا اجتماعيا في إحدى الجمعيات الإسبانية ذات الطابع الإنساني فكنت أعمل على عدة جبهات فتارة مترجم و تارة كنت أقدم دروس في اللغة الإسبانية للمهاجرين الجزائريين و غيرهم الذين يتقربون من هذه الجمعية قصد الإستفادة من خدماتها , وهنا مربط الفرس حيث شاهدت بأن حقوق الجزائريين خصوصا الذين يقيمون بصفة دائمة و قانونية في إسبانيا هي مهضومة و لا يوجد تمثيل قانوني لهذه الفئة .
إذا كان هذا سببا مقنعا لدخولك معترك العمل الجمعوي بإسبانيا فهل يمكنك توضيح الأمر أكثر؟
مثلما قلت لك سيدي على عكس الجاليات الأخرى في إسبانيا التي تتكتل في لوبي لخدمة مصالحها فجاليتنا تعاني التشتت فلم يعجبني هذا الأمر و آثرت إنشاء تكتل يحمي حقوق أولاد بلدي في بلد تحب إدارته التعامل مع مشاكل الجاليات في نظام قانوني فكانت التجربة الأولى بإنشاء جمعية تعنى بحل مشاكل الجالية الجزائرية في الجنوب الإسباني و أطلقنا عليها بعد حصولنا على الإعتماد الرسمي من قبل السلطات في هذا البلد بجمعية المهاجرين الجزائريين بأندلوسيا و عندما باشرنا عملنا و بالضبط سنة 2003 عرف لهذه الجمعية صدى و بتنا نتلقى استغاثات من لدن حتى جزائريين مهاجرين من شمال شبه الجزيرة الأيبيرية الأمر الذي اضطرنا على تغيير أهدافنا على مستوى القانون الأساسي و جعلنا عملنا يشمل إسبانيا بأكملها و ليس حكرا على مهاجري الجنوب مثلما كانت الإنطلاقة.