بعد مرور دقيقتين يسّجل بغداد بونجاح في مرمى السنغال و كان هذا هو الهدف الوحيد خلال المباراة النهائية , بفضله توّج محاربو الصحراء بثاني كأس إفريقيا للأمم من القاهرة و خرجت الجماهير الجزائرية للشارع في منظر بهيج جعل الجزائريون يقيمون الأعراس و الولائم و كأنه عيد استقلال جديد.
لحظة من فضلكم أعزائي القراء “كلنا عايشنا هذه اللحظات السعيدة التي لن تنسى من ذاكرة مخيلاتنا ” , لكن ما الذي يجري الآن و ما سبب هذا التحامل على بغداد في الوقت الراهن ألا يعرف الجميع بأن لاعب كرة القدم يمر بفترة فراغ و أليس الحكمة الإلهية تنص على أن الأيام دول.
فلماذا أن نهاجم بونجاح الذي كان يتغّنى الجميع باستفزازه بأغنية “ما راناش ملاح يا بونجاح” و ما سّر هذه الشماتة من قبل أصحاب النفوس المريضة حاليا لمجرد أن ضيّع المعني عدة فرص سانحة للتهديف سبق و أن ضيع مثلها و أكثر منها أرباب الكرة العالميين من بينهم رونالدو دون نسيان ليو ميسي الذي انهزم أمام عطّال و بوداوي و أقصي مع البياسجي من كأس فرنسا منذ يوم واحد فقط.
و إذ نحن في عمود “ما قل و دل ” ندافع عن هذا اللاعب فإنه ليس بدافع الحمّية أو لكونه جزائري بل لكونه إنسان و الإنسان يتعب و يمر بظروف عصيبة و كذلك عملا بمبدأ الحديث الشريف “لاتنسوا الفضل بينكم ” و هو الحديث الذي يتغاضى الكثير عنه في أيامنا هذه و الأمثلة تضرب بالآلاف .
فبونجاح بنى حياته من العدم فمن نادل و غاسل صحون بمطعم شعبي بمدينة وهران أين تعلم أبجديات الكرة في نادي “الأرسيجيو ” إلى أسطورة كروية جعلت حتى نادي برشلونة يفّكر في استقدامه , فهذا الفتى ببركة دعاء والدته المرحومة استطاع أن يدخل النادي الإفريقي التونسي للتاريخ مثلما هو الشأن للسّد القطري من خلال مساهماته في تتويجات وطنية و قارية , و لعل فرحة الجزائريين بال”كحلوشة” كانت ضمن أهم إنجازاته .
فينبغي الوقوف مع بونجاح في فترة فراغه من أجل استعادة عافيته الكروية و حسّه التهديفي لأن الموعد مع الكاميرونيين يحتاج لكل جهود اللاعبين الجزائريين خصوصا من يحّب الوطن من النخاع من طينة بغداد و ينبغي منا مواساته بعبارة ” ما راناش ملاح … الشبكة يا بونجاح “