وقال غاضبا بل منفجرا حنقةً لأمير غرناطة أبي عبد الله الصغير وحاشيته الذين كانوا يوقعون وثيقة الاستسلام بمرارة بل وهم يذرفون الدموع : “لا تخدعوا أنفسكم، ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم، ولا تركنوا إلى شهامة مَلِكِهم , إن الموت أقل ما نخشى” وإن الذل والهوان القادم إليكم “أنا والله! لن أراه”…
ذلك الفارس هو موسى بن أبي الغَسَّان “آخر المجاهدين” في الأندلس الإسلامية…
“آخر المجاهدين”، لأنه رفض الاستسلام، وخرج من القصر مباشرة إلى بيته ليرتدي بزته العسكرية ويمتطي جواده ويذهب ليقاتل لوحده سرية من 15 عسكريا من القوات الإسبانية.
في حَوْزِ المدينة، التي شوهد للمرة الأخيرة وهو يعبُر أحد أبوابها الذي لم يعبره أحد بعده لأنه أغلق إلى الأبد، إلى أن قُتِل بعد أن قضى على غالبيتهم.
ويقال إنه عندما ترنَّح متأثرا بضربة قاتلة، فضَّل أن يلقي بنفسه إلى الخلْف ليسقط في فج عميق حتى لا يُؤسَر في حال بقي حيًّا…هكذا الرجال…
موسى بن أبي الغسان “آخر المجاهدين” سحر الإسبان برجولته وبهر الكاتب والسياسي الأمريكي واشنطن إيرفينغ…ولا يعرفه المسلمون اليوم .