تحّدى فراعنة مصر في المباراة نصف النهائية أمام الكاميرون المنطق الكروي الذي ساد قبل المواجهة حيث كان يرى الجميع الكاميرون في اللقاء النهائي أمام “أسود التيرينغا” , لكن فلسفة المدرب البرتغالي “كيروش” عرفت كيف تقلب عامل الجمهور من عامل ضغط للأسود غير المرّوضة إلى عامل نفسي يلعب ضدهم في لقاء انتهى حتى أشواطه الإضافية بالتعادل السلبي.
و رغم أن المباراة لم تلعب منذ بدايتها على التفاصيل إلا أن ضربات الترجيح ابتسمت بكل استحقاق لرفاق ال”موصلاح”, الذي عرف كيف ينّسق بين دفاع و وسط ميدان و كذا هجوم فريقه حيث يمكن القول أنه لعب على الجبهات الثلاث بروح ال”غرينتا” تماما مثل زميله محمد الننّي.
و رجل المباراة من غير منازع ظهر أبوجبل كالجبل حيث كان سيد التصدّيات الصائبة تماما مثلما فعل خلال ضربات الترجيح أين تصدى لثلاث رميات لم تكن صائبة من جانب الكاميرونيين , الذين لم يظهروا بالمستوى الذي كان مرجوا منهم و هو ما يحفّز محاربي الصحراء على التحضير من الآن بكل حزم للموعد الفاصل الذي سيجمع المنتخب الجزائري بالأسود غير المروضة .
و يبدو أن كولسة “صامويل إيتو” لم تف بالغرض خلال لقاء الفراعنة , حيث انقلب السحر على الساحر في النصف النهائي الذي ابتسم لصالح المصريين الذين سيلاقون في المباراة النهائية “أسود التيرنغا” أين يصعب التكّهن بمن سيستحوذ على “الكحلوشة” , ما دام مستوى الفريقين بات متقاربا و مهما يكن الفائز فمبروك له مقدما في أسوأ طبعة للكأس الإفريقية التي تميّزت بالكولسة و نقص التنظيم و غير ذلك من الأمور السلبية لعل أبرزها إقصاء محاربي الصحراء في أغرب دورة يشاركون فيها خلال مسيرتهم الدولية.