أفاق اليوم معظم الجزائريين على خبر أليم مفاده فقدان الكرة الجزائرية لأحد أعمدتها المغفور له عبد الحميد زوبا الذي يعتبر من الرعيل الأول من مجاهدي حرب التحرير , كيف لا و هو من كان سفيرا للقضية الجزائرية بمعية رشيد مخلوفي , الإخوة سوخان , زيتوني , كادر فيرود و عمار روّاي و البقية المتبّقية من الأبطال الذين تخجل افتتاحيتنا على عدم ذكرهم بالكامل.
عمي عبد الحميد جاهد بحق في الميدان و ذرف الدموع مع من باعوا مسيرتهم الكروية العالمية في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة , كيف لا و المرحوم كان يتقاضى مثلما قال لنا زميله في منتخب الأفالان المرحوم رشيد بخلوفي ما يقارب خمسين مليون فرنك فرنسي قديم شهريا , و كان من بين من تّم استدعائهم لتمثيل فريق الديكة في مونديال السويد سنة 1958.
لكن نداء الله أكبر في الجبال لتحرير الجزائر من شمالها لجنوبها و من شرقها لغربها و من تلّها لصحرائها جعل عبد الحميد زوبا يوافق على تطليقه حياة المجد للإنتقال لحياة الكفاح الرياضي من أجل إعلاء راية الجزائر , و التعريف بقضيتها في الساحات العالمية حيث كان كل شيء ضد القضية الجزائرية حتى ال”فيفا” كانت ضدنا و هدّدت عدة دول بعدم اللعب ودّيا مع الجزائر.
لكن رغم ذلك لم تنصاع دول المعسكر الشرقي كيوغسلافيا و روسيا و كذلك الصين و دول أخرى للتباري ضد محاربي الصحراء , و كان زوبا أحدهم حيث كان الأوروبيون يتهافتون لمشاهدته يداعب الكرة حيث كان بحق “مايسترو ” زمانه كيف لا و هو من كان صانع ألعاب نادي “نيور” و أولمبيك “نيم” الذي كان يقوده المجاهد كادر فيرود .
و لم يعرف المرحوم كلاعب فحسب بل لمع صيته كمدرب و كانت البداية من سويسرا أين أشرف على نادي “جرانج” و بعدها توالت إنجازاته رفقة المرحوم “إسماعيل خباطو” و يرجع له الفضل في قيادة العميد مولودية العاصمة للتتويج الثلاثي القاري و الوطني و تدّرج مع مختلف أندية بلده الجزائر و حصل له الشرف و أن أشرف على الفريق الوطني.
و يرجع له الفضل في اكتشاف عدة لاعبين أصبحوا دوليين فيما بعد , و يكفي عمي عبد الحميد فخرا أنه دوّن اسمه في ثورة التحرير إلى جانب الشهداء و الصدّيقين و حسن أولئك رفيقا .
فنم قرير العين عمي عبد الحميد فلقد أديت الواجب على أحسن وجه و صنت الأمانة , و ليرحمك الله و نعّزي من منبرنا عائلتك الكريمة و كل العائلة الرياضية و الثورية الجزائرية …المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.