اليوم سوف يسدل الستار على أسوأ طبعة “كان” عرفتها القارة الإفريقية منذ استحداث هذه المنافسة للوجود , حيث أن كل المؤشرات أوحت على أن موعد الكاميرون كان فاشلا على طول الخط و عّج بالفضائح و سوء التسيير حتى أن جميع من انحازوا لصف “صامويل إيتو” في البداية و دفعهم عامل الحمّية القارية راجعوا حساباتهم و عادوا ليناصروا تصريحات “إينفانتينو”.
نعم الأمر ليس بالعنصرية في شيء فالكاميرون لم تكن جاهزة على كل الأصعدة و المستويات لاحتضان منافسة من عيار كاس إفريقيا للأمم , بدءا بعدم مقدرتها على توفير الأمن و الأمان للوفود المشاركة و الإعتداء على الصحفيين الجزائريين و هم يجرون جولة بمحيط الفندق لخير دليل حيث جرّدهم اللصوص من أموالهم و حتى وثائقهم .
لتأتي بعد ذلك التهديدات الأمنية من الجماعات المسّلحة في الكاميرون , حيث باتت الفرق المشاركة تحت حراسة أمنية مشّددة برجال الصاعقة الكاميرونيين و كأن البلد تعيش تحت العدوان و القصف و كم كان منظر الجنود يتنقلون في رتل عسكري لحماية المنتخبات مشمئزا.
دون نسيان تعطّل حافلة منتخب المحاربين الذين اضطروا للذهاب للتدريبات عبر ال”مايكروباصات” و هذا تقليل ليس من شأن محاربينا بقدر ما هو تقليل من قيمة المنافسة التي من المفروض أن تأخذ صدى عالمي .
و النكبة الكبرى هي التحكيم الذي دخل بطلا لمسرحية ال”كان” التي يطالب الجميع بنسيانها في كل جوانبها , حيث دخل عدة حكام إمبراطورية “غينيس” للأرقام الساذجة فهذا حكم يصّفر قبل نهاية المباراة بوقتها الرسمي بخمس دقائق و هذا آخر لا يعتمد على تقنية ال”فار” متحججا بأن هذه التقنية “عطلانة” و آخر أغمي عليه قيل من فرط حرارة الشمس .
حقّا لم نشاهد هكذا مشاهد فولكلورية سوى في “كان” الكاميرون التي طالما تباهت بمنشآتها الرياضية و اتضح في الأخير أن ملعب “جابوما” لا يصلح حتى للزراعة و رعي الأغنام , فحقا من خلال ما قدمت الكاميرون لل”كان” من مساوئ يجعل ال”كاف” و ال”فيفا” تفّكر مائة مرة كي تسند التنظيم لأي بلد إفريقي , فمن الآن و صاعدا الأجدر بالتنظيم هو من يحتضن المنافسات القارية و لتذهب تصريحات أمثال “صامويل إيتو” الرنّانة إلى الجحيم.