ما قل ودل

أراد له والده أن يصبح إماما…ماني من الإمامة إلى الزعامة

كأس إفريقيا للأمم أعّز ألقاب ماني

شارك المقال

بدأ حياته فقيرا معدما لكن غناه لم يجعله ينسى من أين أتى حيث ظّل و لا يزال صديق الفقراء و المساكين و أصبح مثال يحتذى به للاعبين الشباب في جميع أرجاءالمعمورة.

إنه الجوهرة السينيغالية اللاعب المسلم “ساديو ماني” الذي معناه قبل تحويره للغة السواحلية “سعيد مانع” , أسطورة ليفربول كما نعلم كتب و لا يزال يكتب مسيرة كروية من ذهب. حيث بات نارا على علم في معقل الشياطين الحمر و أصبحت كل حركاته و همساته مادة دسمة للصحف البريطانية التي تساءلت في أحد أعمدتها عن سّر تنظيف المهاجم السنغالي لمراحيض أحد مساجد ليفربول.

فجاءها الجواب من الجوهرة السوداء بأن تعاليم الدين السمح توصي بالتواضع و خدمة بيت الرحمن شرف أوّلا و قبل كل شيء.

هذا اللاعب له قصة مع الفقر حيث عاش في قرية سنغالية و شرب من الآبار الإرتوازية و داعب الكرة بأرجل حافية و عانى هو وعائلته الأمرّين,كيف لا و قد مات والده بسبب عدم قدرته على تحمّل تكاليف الدواء.

كل هذه الذكريات حوّلها ماني من محنة إلى منحة و أضحى لا ينافس على مراتب المجد الكروي فحسب , بل ضرب أمثلة في الوفاء و الإنسانية في قريته التي بنى فيها مؤسسات تربوية و مستشفيات و ملاعب كرة للناشئين,كل هذه الميزات جعلت من ماني أسطورة حيّة قائمة بذاتها و أضحى يضرب به الأمثال.

ماني أثناء استجوابه على أمواج إذاعة ال”بي بي سي” لم يتنّكر لفقره بل ذكّر الجميع بأن تضحياته الجسام بدأت منذ هروبه من المنزل العائلي من أجل الإلتحاق باختبارات إحدى الأكاديميات الفرنسية هي التي فتحت له الأبواب لانتشال عائلته من الفقر المدقع .

حيث كان والده المرحوم يرفض لولده دخول عالم الكرة لما ينجر منها من هوس و فوبيا المشاهير  , و أراد لساديو أن يصبح إماما للقرية لكن ماني اختار الكرة لانتشال عائلته و أهل قريته من الفقر بالسير على خطى المشاهير لكن بتواضع الصالحين و كان له ذلك فأصبح قمة في الزعامة.

و إذ نعّرج في ركن “ما قّل و دّل” على مسيرة ماني فإننا نهنؤه و نهنئ أخواننا السنيغاليين بالتاج القاري الذي لبسوه لأول مرّة و عقبال نجاحات كروية أخرى مستقبلا , و بدورنا ننصح شبان الكرة راهنا بالإقتداء بماني الذي أفلح بالمزاوجة بين الدنيا و الدين.

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram