لم تتأخر الجزائر كثيرا لركوب قطار منتجي اللقاحات المضادة للفيروس التاجي “كوفيد 19″، بعد إطلاقها لقاحا في النصف الثاني من 2021، مستهدفة دخول الأسواق العالمية التي تشهد طلبا مرتفعا على اللقاحات، وسط تضارب حول نجاعة اللقاح صحيا، وحتى اقتصاديا، بالنظر للطاقة الإنتاجية للمصنع الجزائري، الذي لا يزال ينتظر الترخيص من منظمة الصحة العالمية للبداية في تسويقه دوليا.
ومنذ الأشهر الأولى لبداية الحديث عن إيجاد لقاحات مضادة للفيروس التاجي، أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الحكومة بمضاعفة الاتصال بشركاء البلاد الاستراتيجيين سياسا واقتصاديا، وهما الصين وروسيا.
وبعد مفاوضات مزدوجة، ظفرت الجزائر بموافقة مصنع “سينوفاك” الصيني الذي قبِل إنتاج اللقاح بالشراكة مع شركة “صيدال” العمومية، وكان أول لقاح منتج تحت اسم “كورونا فاك” بشراكة صينية في 29 سبتمبر 2021.
فيما لا تزال الجزائر تتحفظ على حجم الاستثمار في المصنع المتواجد في ولاية “قسنطينة” شرقي البلاد، ولكن تشير توقعات غير رسمية إلى تكلفة ما بين 20 و40 مليون دولار.
وفي السياق، أكد مدير الضبط بوزارة الصناعة الصيدلانية الجزائرية، بشير علواش، أن “القدرات الإنتاجية للمصنع تقدر بـ 200 مليون جرعة سنويا؛ وبدأت بمليون جرعة في أكتوبر 2021.
لترتفع تدريجيا السنة الحالية إلى معدل 16 مليون جرعة شهريا، فيما تقدر احتياجات الجزائر من اللقاح بـ65 مليون جرعة، كما لا تزال المفاوضات قائمة مع الطرف الروسي من أجل إنتاج لقاح “سبوتنيك” في الجزائر، وبالتالي نكون منصة في المنطقة لتموين القارة الأفريقية باللقاحات مستقبلا”.
وأضاف علواش لـمصادر إعلامية أنه “بعد تلقّي الضوء الأخضر من الوكالة الجزائرية للمواد الصيدلانية بالتنسيق مع الشريك الصيني، لتسويق لقاح كورونا فاك محليا مطلع السنة الحالية، تتم حاليا إجراءات الحصول على ترخيص تصديره، وهذه الإجراءات في آخر مراحلها وتنتظر زيارة خبير من منظمة الصحة العالمية لترسيم هذا الترخيص.
والدول التي ستكون وجهة لصادرات لقاح كورونا المصنّع في الجزائر، تم تحديدها بالتنسيق مع الشريك الصيني من أجل عدم التواجد في سوق واحدة”.
وبعيدا عن تحقيق الاكتفاء المحلي وتغطية الطلب المحلي، الذي كان الهدف الأول من دخول الجزائر سوق إنتاج اللقاحات المضادة للفيروس “التاجي”، إلا أن التصدير يبدو الهدف التالي للحكومة، وهو ما يترجمه انخراط عدة وزراء في الترويج للقاح المنتج محليا، وصولا إلى وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي كشفت مصادر مطلعة أنه “وجّه تعليمات لسفراء الجزائر في الدول الأفريقية، خاصة دول الساحل، للترويج لـ “كورونا فاك” تمهيدا لتصديره، بعدما نجحت الجزائر في منح كميات منه لمالي والنيجر على شكل “هبة”.