خلال الحلقة الأخيرة مع السيد سعيد بن رقية رئيس إتحاد الجزائريين في المهجر عرّجنا معه على أمور تشغل بال الجالية الجزائرية في الخارج و كم أثار دهشتنا من خلال حديثه بأن منظمة الإتحاد الذي يرأسه باتت متجدرة في وقت وجيز في مختلف الدول الأوروبية و كذلك حتى الأمريكيتين و دول الخليج دون نسيان الدول الإفريقية أي في كل ربوع المعمورة أين يقيم الجزائريون.
و اعتبر السيد سعيد بن رقية المهمة التي يقوم بها هو و زملاؤه لا تقتصر على تمثيل الجزائر كدبلوماسية موازية فحسب , بل أيضا يساهم من خلالها الإتحاد على لعب دور المحامي من أجل أخذ حق كل جزائري مسلوب , و لم يقتصر دفاع اتحاد الجزائريين في المهجر على حقوق المهاجرين الجزائريين فحسب بل تعّدى نشاط هذه الهيئة للوقوف إلى جانب “الحراقة” الذين تعّج بهم سجون أوروبا.
و سنعود مع محدثنا في هذا الحوار إلى أولى الرحلات السّرية التي كانت حسب المعني بإيعاز مخزني من أجل أن يدّب الذعر في أوساط العائلات الجزائرية و لتشويه صورة الجزائر ما وراء البحار.
و استخلصنا خلال الجزء الأخير من الحوار أن آفاق الإتحاد باتت واسعة حتى أن محدثنا حدّثنا بأنه يسعى هو و العاملين معه على تأسيس منتدى عالمي للجزائريين في المهجر و عن هذا الحدث و أحداث أخرى نضع بين أيدي القراء هذا الحوار..
عن قريب سوف نعقد مؤتمر تأسيسي لمنتدى عالمي للجزائريين في المهجر
من خلال الحديث الشيّق معك السيد سعيد بن رقية يبدو أن أمور الإتحاد توسّعت فهل من خطوات لتثمين أواصر هذه المنظمة ؟
بالفعل فأمور الجالية الجزائرية في المهجر تحتاج لجهد جهيد من أجل مراعاة حقوقها و تنظيمها بالشكل اللازم و في إطار قانوني و مع تزايد عدد المشتركين في هذا العمل البنّاء أين وصل صيت الإتحاد للقارة الأمريكية و كذا دول البلقان ككوسوفو أين نملك مكتبا هناك , و أيضا بعض الدول العربية دون نسيان الدول الإفريقية فكّرنا في تأسيس منتدى عالمي للجزائريين في المهجر , و للأسف تباطأت هذه الخطوة نظرا للجائحة التي ألّمت بالعالم مؤخرا و كذا مختلف السلبيات التي إنجرت عنها و بحول الله نحن بصدد الترتيب لمؤتمر تأسيسي سيكون بحضور مختلف أعضاء الإتحاد و الذي سيكون في الجزائر العاصمة خلال الشهور القادمة .
إذا الدعوة ستكون عامة لكل الجزائريين المتواجدين في المهجر للإنضمام إلى هذه المبادرة ؟
نحن نوّجه الدعوة للجميع لكن لكل جزائري غيور على وطنه حيث أن تكتلنا يرمي لحماية ثوابت الأمة الجزائرية بدءا بالحب الفعلي للوطن و الإنتماء للهوية و تقديس مبادئ أول نوفمبر و من لديه توجهات أخرى أو أي أجندة مغايرة فهو غير معني بمشروعنا الوطني و أظن أن رسالتنا قد وصلت و الحديث قياس .
الآن حدّثنا عن خبايا العمل الذي تقومون به كإتحاد و ما هو مخّطط نشاطكم و كيفية انعكاسه على الجالية الجزائرية المتواجدة في مختلف دول المعمورة ؟
نحن باعتبارنا هيئة مجتمع مدني نولي الإهتمام بحاجيات جاليتنا في الخارج , فآثرنا تقسيم مجهوداتنا و وزّعنا عملنا على عدّة لجان يشرف عليها أهل الإختصاص فهناك الأطباء مثلا يشرفون على لجنة الصّحة و كذلك رجال أعمال يشرفون على لجنة الإقتصاد و رياضيون يشرفون على لجنة الرياضة و هكذا دواليك كي تكون الحلول من لدن أهل الإختصاص.
هدفنا حّث رجال الأعمال في المهجر للإستثمار في الجزائر
و نحن بصدد الحديث عن الإقتصاد ألم تتخذوا خطوات من أجل أن يستثمر رجال الأعمال الجزائريون المقيمون في الخارج في وطنهم الجزائر ؟
لقد أصبت في توجيه هذا السؤال الوجيه فنحن لا يقتصر عملنا على تنظيم أمور الجالية بل أيضا في كيفية إستغلال نجاحات الجزائريين في المهجر و كيفية الإستفادة منها في بلدهم الأم و هذا حق وواجب وطني قبل كل شيء , لذا فنحن بصدد تقريب الرؤى بين المسؤولين الجزائريين و بعض رجال الأعمال فمثلا نعمل في الوقت الراهن بالتنسيق مع وزير الفلاحة و الصيد البحري السيد هشام صلاوتشي للاستفادة من خدمات أحد الفاعلين في ميدان تربية المائيات حيث يسعى بإسقاط تجربته الناجحة في أوروبا في المياه الإقليمية الجزائرية.
هدفنا إقناع نجوم الرياضة لتمثيل الراية الوطنية
نعلم بأن الرياضة أصبحت عفيون الشعوب فكيف تتعاملون مع الجواهر الرياضية في المهجر ؟
هذه المسألة طالما ناقشناها مع الأعضاء ضمن الإتحاد و عند تأسيس المنتدى العالمي سوف نعطي صلاحيات أوسع للجنة الرياضة يكون لها باع في الإتصال بالرياضيين و كذا اكتشاف و التنقيب عن المواهب من أجل إقناعها للعب تحت راية الألوان الوطنية فكم من نجم ضاع من الجزائر نظرا لعدم حسن التفاوض معه لذا فتنظيمنا المستقبلي سيكون بمثابة جسر للتفاوض ما بين الإتحاديات و كذا أي رياضي جزائري يبرز على الصعيد الدولي في رياضة ما.
المخزن ينتقم من الجزائر بتشجيع الهجرة غير شرعية
سيدي لقد ناقشنا معكم أمور الجالية الجزائرية المتواجدة بطريقة قانونية في بلاد المهجر و جاء الوقت لوضع السكين في الجرح فماذا عن تعامل هيئتكم بالمهاجرين غير الشرعيين ؟
قبل الولوج على أحوال أبنائنا “الحراقة” في أرض المهجر وجب علينا التنويه بأننا كنا السبّاقين للكشف عن أول رحلة سّرية بحرية غير شرعية تمت من ميناء بني صاف و عندما قمنا بالتحقيقات الميدانية بالإعتماد على مصادرنا اكتشفنا حينها و بالضبط سنة 2007 أن هذه الرحلة تمت بإيعاز و تخطيط من أيادي مخزنية التي تضمر الشر و العداء للجزائر و وجدت هذه الوسيلة للإنتقام من بلادنا .
ولد عباس لم يعر اهتمام لتقريرنا حول الهجرة غير شرعية
و كيف كان تصرفكم حينها ألم تقوموا بإبلاغ السلطات من أجل الحد من هذه الظاهرة ؟
لقد قمنا بإعداد ملف ثقيل بكل المستندات و تحركنا على مستوى الإعلام و كانت لنا عدة تدخلات صحفية عبر القنوات التلفزية و حذّرنا من هذه الظاهرة الدخيلة حتى أننا توجهنا بالملف الذي وضعناه فوق طاولة وزير التضامن و الجالية حينها جمال ولد عباس لكنه لم يأخذ الموضوع بعين الإعتبار .
و من يومها نشهد تنظيم رحلات غير شرعية فكيف تتعاملون مع الوافدين الجدد ؟
لا يخفى عنكم أن العدوى انتشرت كالنار في الهشيم فمن المناطق الغربية انتقلت ظاهرة الحرقة نحو السواحل الشرقية المقابلة لجزيرة “لومبيدوزا “الإيطالية و توّسعت شبكة تهريب البشر التي تلقي بالشباب الجزائري نحو التهلكة , و أمام هذا الوضع أصبح تعاملنا مع قضية الحراقة بمثابة واجب وطني حيث أصبحنا نتلقى اتصالات من عوائل ضحايا مافيا تهريب البشر , و أؤكد لكم أننا نجد صعوبة في البحث و التحّري بحكم أن معظم من لم يصل للسواحل الإسبانية يعّد من للأسف من المفقودين.
أحصينا لحد الآن 1200 مفقود و 1000 ميت في عرض البحر
و نحن نتحدث عن المفقودين هل من إحصاءات دقيقة أجرتها هيئتكم ؟
منذ أول رحلة التي أشرت إليها نحن نعّد حوالي 1200 مفقود في إحصاءات تقريبية بينما لقد تم إحصاء حوالي ألف ميت قضوا غرقا في عرض البحر و بالتعريج على قضية الحراقة لا يسعنا إلا الحديث عن المهاجرين غير الشرعيين في السجون الإسبانية باعتبارها أرض “الترانزيت” الأولى لأي رحلة سرية فنحن في اتصالات مع بعض السجناء الذين يطلبون معظم الوقت بالإتصال بنا للقيام بالإجراءات من أجل ترحيلهم للجزائر و هنا أنوه بمجهودات الإتحاد أيضا في الوقوف على وضعية السجون و أيضا مراكز الحجز لغرض الإطمئنان على وضعية إخوتنا الذين غرّر بهم لخوض غمار رحلات غير محمودة العواقب.
في الأخير نشكركم سيدي على قبول دعوتنا لهذا الحوار الشيق و نترك لكم الكلمة الأخيرة
من خلال منبركم الإعلامي المتميز أنتهز الفرصة لتوجيه نداء لكل الشعب الجزائري للحذر من الحرب الإلكترونية التي تخوضها جهات معروفة تكّن العداء للجزائر و التي تستثمر أموال طائلة من أجل أذّية الجزائريين , لذا يجب أن يكون الجميع يقظ و جاهز للذود عن الأمة الجزائرية فالجميع يجب أن يكون متجندا لرد الهجومات السيبيرانية , كل في موقعه فهدف الأعداء هو تثبيط المعنويات فدور كل جزائري يجب أن يكون جندي في مواقع التواصل الإجتماعي فهدفنا نحن كمجتمع مدني هو حماية الجزائر التي أصبحت معادلة صعبة للأعداء الكلاسيكيين فالحذر و الحذر و من منبر جريدة “المقال” أوّجه التحية للجيش الشعبي الوطني لكل التضحيات الجسام التي يقوم بها أفراده من أجل جزائر قوية و آمنة.
السيد سعيد بن رقية في مهمة مناقشة أمور الجالية في القبة السفلى
من أمام أحد مراكز حجز المهاجرين في إسبانيا
رئيس الإتحاد يدلي بصوته في الإنتخابات من إسبانيا
سعيد بن رقية -رئيس إتحاد الجزائريين بالمهجر- لجريدة المقال…آثرت الإقامة بإسبانيا كرها لفرنسا