نظّم المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بالتعاون مع الكراسك وجريدة الشعب ندوة فكرية موضوعها: “التحديات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي وانعكاساتها على الاستقرار في المنطقة”.
افتتحها مدير المعهد السيد اللواء عبدالعزير مجاهد وقدّم فيها ضيف الجزائر رئيس النيجر السابق محمدو ايسوفوا Mahamadou Issoufou محاضرة تناول فيها الإرهاب في إفريقيا والأزمات التي يعيشها بلدان الساحل.
ومنها النزاع والإنقلابات والمجاعة وكيف تتم عملية أفغنة (افغانستان) بلدان الساحل الإفريقي، كما تعرض لدور النيجر في المنطقة في محاربة التطرف والإرهاب.
ومن المشاركين في هذه الندوة الدكتور بومدين بوزيد الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى الذي تحدث عن (جغرافية الحركات الدينية المتطرفة) ولاحظ أن تحليلاتنا تخضع لمقاربات غربية وتأثيرات إعلامية في ربط الإسلام بالإرهاب.
في حين أن الإرهاب دوما يستفيد منه من يريد الهيمنة على إفريقيا وثرواتها، وأكّد على أن تفكيك الإنسحام الإجتماعي في بلدان الساحل تساهم فيه أيضا حركات التبشير المسيحي الإنجيلي المتصهين.
كما أن الفقر والجوع والنزاع العرقي وغياب الحوكمة هي حواضن التطرف الديني وعلى الغرب إذا أراد القضاء على الإرهاب أو التطرف أن يطّور إفريقيا نحو حياة كريمة وأن يكون لهذه البلدان سيادتها .
وليس كما تريد فرنسا أو روسيا بسط نفوذها والدفاع عن مصالح بلدان الغرب يكون بحكومات تأتي بها هذه البلدان فهي تدعم هذه القبيلة أو تلك من أجل مصالحها وتخلق بذلك النزاع الإثني المدمر.
وهذا ما يفسّر تزايد العنف والإنقلابات التي وصلت منذ ستين عاما إلى مائتي إنقلاب بمعدل أربع انقلابات في السنة .
وشّدد في الأخير الباحث بومدين بوزيد على ضرورة الحضور الجزائري في اجتثاث العنف بالمساهمة في دعم القوة الناعمة من تصّوف وفكر اعتدالي وفتح جسور ثقافية ودينية مع دول الساحل وإفريقيا والاستمرار في بناء مشاريع إقتصادية تنموية، كما شارك في الندوة كل من محند برقوق وصايج مصطفى وأحمد كاتب.