هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (الحفيد)، ولد في قرطبة في الرابع عشر من شهر نيسان سنة 520 هجرية / 1126م وهو أحد كبار الفلاسفة في الحضارة العربية الإسلامية , وهو شخصية علمية مسلمة متعددة التخصصات.
فهو فيلسوف، وفقيه، وطبيب، وفلكي، وقاضي، وفيزيائي عربي مسلم أندلسي.
نشأ ابن رشد في أسرة بارزة في الأندلس مارست الزعامة الفقهية والفتوى، حيث كان جده المعروف باسم ابن رشد الجد شيخ المالكية، وإمام جامع قرطبة، وقاضي الجماعة، ومن كبار مستشاري أمراء الدولة المرابطية،
وكان والده أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد فقيهاً في جامع قرطبة، وقاضياً، وله شرح على سنن النسائي، وتفسير للقرآن في أسفار.
درس ابن رشد الحفيد على يدي الفقيه الحافظ أبي محمد بن رزق، وحفظ كتاب الموطأ للإمام مالك على يدي أبيه، كما درس على أيدي العديد من الفقهاء ومن أبرزهم: أبي جعفر بن عبد العزيز الذي أجاز له أن يفتي في الفقه، وفي الفلسفة تأثر ابن رشد بابن لجة، وكان صديقاً لابن طفيل , تولى ابن رشد القضاء في إشبيلية، ثم في قرطبة سنة 1169م .
وعندما استقال ابن طفيل من طبابة اقترح أن يكون ابن رشد خليفةً له في منصبه، ثم استدعاه الخليفة الموحدي أبو يعقوب إلى مراكش وعينه طبيباً له، وقاضياً في قرطبة، كما استعان به في القيام بالعديد من المهام الرسمية، مما ساهم في تنقله في مختلف أنحاء المغرب.
يرى ابن رشد عدم وجود تعارض بين الفلسفة والدين، كما آمن بسرمدية الكون، وقال أن الروح منقسمة إلى قسمين ، أحدهما شخصي يتعلق بالشخص، والثاني إلهي، وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء فإن جميع الناس سواسية.
كما ادعى أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأولى استناداً إلى الدين المعتمد على العقيدة التي لا يمكن إخضاعها للتدقيق والتمحيص، والثانية استناداً إلى الفلسفة , وانطلق بآرائه الأخلاقية من مذهبي أفلاطون وأرسطو .
واتفق مع أفلاطون بالفضائل الأربع الأساسية ( العدالة، والحكمة، والشجاعة، والعفة).
لابن رشد العديد من المؤلفات في أربعة أقسام وهي: الفلسفة، والطب، والفقه، والأدب اللغوي .
كما اختص بشرح التراث الأرسطي، وأحصى جمال الدين العلوي له 108 مؤلفات، 58 منها بنصها العربي، ومن أهم كتبه: أرسطو. تهافت التهافت. شرح أرجوزة ابن سينا. جوامع سياسة أفلاطون. بداية المجتهد ونهاية المقتصد. الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة.
تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضون له بالكفر والإلحاد ثم أبعده أبو يوسف يعقوب إلى مراكش وتوفي فيها سنة 595 هجرية / 1198 م ، وبعد ثلاثة أشهر نقل جثمانه إلى قرطبة.
و يقال أن ابن رشد سبق في تحليلاته المنطقية الفلسفية عصره بمئات السنين بل و تتجاوز أطروحاته زمننا هذا أيضا حسب المحللين و الفلاسفة , بينما طمس من بني جلدته في الماضي و الحاضر و اقتدى بموضوعيته و رؤيته للأمور علماء الغرب حيث يعدون منطقه أساسا للنهضة التي ألمت بأوروبا و أخرجتها من عصر الظلام إلى عالم النورانية.