
يحضر اللطف الإلهي بصلوات وأدعية من أجل خروج (يوسف شفشاون) سالماً ، إنها الإرادة الإنسانية التي تحّركها طاقات إنسانية روحية أكبر من الآلات والتقنيات وهي رسالة للعالم أن (القوّة الإنسانية) و(اللطف الإلهي) هما وحدهما نجاة البشرية من حُفَر وهاوية الشّر والأوبئة والكوارث.
شفشاون يعيدها الطفل ريان -رحمه الله- إلى الواجهة بعد أن كانت في القرن الخامس عشر ميلادي ملجأ ونجاة للأندلسيين الذين هاجروا من جحيم محاكم التفتيش والتقتيل، كانت فضاء ضيافة وتسامح، وغير بعيد عنها ضريح الشيخ الصوفي المعروف عبدالسلام بن مشيش، هكذا تكون للأمكنة رمزيتها وذاكرة الأمكنة تتجدد حين نعيد لها إنسانيتها.
رحم الله ريان الذي وحّدنا عاطفة وأملا وذكّرنا بأطفال يموتون من الجوع والقصف والصقيع في سوريا وفلسطين وبلدان أخرى.
رحم الله ريان الذي يُرسل لنا رسالة أننا نحن عالقون في حفرة العدواة والكراهية ونحتاج إلى من ينتشلنا من ذلك ومن النزاع العربي- العربي، والمذهبي والديني، لم تكن الأدعية والصلوات تعرف اختلافا في الجنسية واللون والمذهب والدين، كان الأمل في الله أن يلطف بريان مثل لطفه بأنبيائه وأوليائه.
لم يستمع الجزائريون والمغاربة في تعاطفهم مع ريان إلى الذين يزورن الذاكرة من أجل الانتصار على الخصم، أو اختيار انتقائي لأحداث تاريخية تسقطنا في بئر يبتلعنا ويخطفنا من حاضرنا ومستقبلنا.
كانت النهاية مفجعة ولكن الذي بقي حيا (ريان الرمزية)، حياة الضيافة والتضامن والتضحية والمحبة وأن الطاقة الشعبية الإنسانية لا تحتاج الى تعليمات او بيانات أو قرارت أو فذلكة لسانية