الجزء الثاني
في الحلقة الثانية من القعدة التي جمعتنا سابقا بالمحارب بغداد بونجاح تطرقنا لمسيرته التي بدأها في نادي رائد غرب وهران “الأرسيجيو” حيث لعب من خلالها في بطولة القسم الجهوي برفقة رفيق دربه في الفريق الوطني يوسف بلايلي أين صال السفاح و جال في مختلف ملاعب الجهة الغربية.
و كان دائم الترحال في مرافقة فريق القلب مولودية وهران حيث كان مناصرا وفيا لها في المدرجات و كان حلمه الوحيد هو تقمص ألوان “الحمراوة” , لكن سياسة الإستعلاء في الفريق الوهراني حينها حالت دون تحقيق حلمه مع الأمسيو , حتى أنه كان قاب قوسين من اللعب في ملعب “أحمد زبانة ” لكن أحد المسرين قال بالحرف الواحد ” المولودية مثل الطائرة و يجب اختيار ركابها بعناية “.
هذا الرفض الذي تلقاه بغداد بونجاح زاده إصرارا و عزيمة على مواصلة المشوار مع النجاح و مثلما يقول المثل “رّب ضرة نافعة ” فتحت له الأقدار من جهة أخرى بفضل المدرب العوفي سالم الذي كان دائم الإتصال مع أستاذه بوعلام شارف , الذي تلقى من تلميذه لمحة عن المهاجم الوهراني و بعد مفاوضات يقول عنها بونجاح أنها كانت قصيرة تم التعاقد مع إتحاد الحراش.
و من محاسن الصدف لدى بغداد أن أول لقاءاته خاضها أمام مولودية وهران في ملعب “أحمد زبانة ” حيث أمضى السفاح إصابة الفوز لصالح فريقه و اعتبر حينها أن ذلك الحدث كان ردا للإعتبار لشخصه أمام فريق أحبه و لا يزال يحبه حتى النخاع.
و من هنا انطلقت عجلة الإنجازات الفردية لبونجاح حيث أصبح نادرا ما يخطئ أمام الشباك فأي انفراد مع أي حارس يعني “قول” و صارت الجماهير الحراشية تتغنى باسمه و باتت صورته دائما مرسومة على “تيفو” و أرجع بالتالي البسمة و الفرحة للصفراء .
و في خضم هذه الإنجازات الكروية انتقلت الأصداء نحو الجارة تونس و بالضبط النادي الإفريقي الذي اطلع على ما حققه إبن الباهية بالصوت و الصورة من خلال أشرطة الفيديو حينها و أعجبوا بالمحارب المستقبلي و تم التعاقد بكل سلاسة كما أوضح بونجاح في حديثه.
من غسل الصحون إلى إذلال الخصوم…رحلة النجاح تكتب في حكاية بونجّاح